المقالات

بوقاحة يصنعون الازمات ...

2371 2019-01-16

زيد الحسن 


بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ) الشعراء ( ٥٦ ) صدق الله العلي العظيم .
الأية الكريمة نعت فيها فرعون اتباع موسى عليه السلام واستخف بهم لقلتهم وكثرة اتباعة .
العراق اليوم يعيش حالة تشرذم واضحة وجلية ، لكن بفضل الله وكرمه سبحانه الشعب قد اعاد اصطفافه ونبذ التفرقة والطائفية ، وبقي بعض الساسة يعومون في بحر الفرقة من اجل غاية ومن اجل اهداف رسمت لهم من قبل اجندات خارجية .
عدد الاحزاب المسجلة رسمياً لدى مفوضية الانتخابات اكثر من ٣٠٠ حزب سياسي ! ترى لم هذا العدد المهول ، وهل نحتاج فعلا الى هذا العدد الكبير من الاحزاب ؟
الشعب العراقي مكوناته العرقية والدينية على عدد اصابع اليد فلا بأس لو كان لكل مكون حزب يمثله ، لكن يبدو ان الامر لا يروق للبعض ، فالوحدة والتكاتف تكشف زيف ادعائهم وتمنع عنهم فتح كنوز الازمات المفتعلة .
اثبتت لنا الاحزاب السياسية عدم اهليتها للتعامل مع مناخ الديمقراطية ، سواء مع شعبها او مع الاحزاب الاخرى ، لدى بعض الساسة رغبة جامحة في الظهور من اجل الاستفادة من الغنيمة السياسية ، ومنهم من يبحث عن الزعامة بأي ثمن ، حتى سقطوا في قاع الانحطاط بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
للأسف الشديد نرى هذه الفترة تسقيط سياسي من نوع أخر بوسائل لم تستخدم سابقاً ، وهي الخوض باعراض وخصوصيات الخصوم السياسيين، وهذا ان دل على شيء فأنما يدل على الافلاس الحقيقي من وجود ادوات المبارزة السياسية الشريفة ، والتي كنا نعتقد أنها ترتكز على ما يقدمه السياسي للبلد من خدمات ، ولا ننسى الجيوش الالكترونية اصبحت تهاجم بلا هوادة ، ودخلت المنازل ورمت المحصنات الغافلات ، فهل بعد هذا سيطمئن العراقي لهكذا احزاب من ان تدير شؤونه ، وترعى المصالح له ؟ بالطبع كلا فهذا هو الفشل بعينه وهذه هي النتيجة الحتمية للتشرذم واللعب بالنار .
ستنتهي هذه الازمة وسيرفع النقاب عن بعض الساسة الفاشلين وسيلاقون من شدة المحاسبة الشيء الكثير ، ولنا في محاكمة الطاغية اكبر برهان ودليل .
الدستور هو مشكلتنا الحقيقية فلقد كتبت فيه كوارث علينا حصد ثمارها وجني اثارها الى ابد الابدين ، فلا خلاص لنا من هذه الاوضاع المزرية ونحن نقدس مقرراته الخاصة بهذه الاحزاب وبهذه الحريات المزعومة ، علينا اعادة النظر في الكثير من قوانينه .
هذه الشرذمة من الاحزاب بالفعل هي قليلة جداً قياساً بتعداد الشعب العراقي ، لكن علينا الحذر منهم فهم ما زالوا الى يومنا هذا يصنعون رجالاً للأزمات ، إن قضينا عليهم نكون قد وضعنا الخطوة الاولى في طريق الاصلاح والصلاح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك