المقالات

الاشقاء ونشوة الخيانة!

1903 2019-01-11

سجاد العسكري


ان نهاية السكر هي نشوة تعتري الجسم والجسد البالي فتجعله لا يبالي ويترنح مابين المباني يمينا وشمالي ,فتاخذه بعيدا ليعيش عالمه الخاص متناسيا الناس في مشهد كأن المنتشي يحلم بانه قوي يحكم العالم ,فتاتيه الصفعات دون ان يشعر ,واذا ما رد على صفعة لا يقوى فتخور وتخونه قوته كما خان اخوته , فعندما يستفيق من وعيه فالجميع من حوله تنظر له بشمئزاز , اما قبل ان يعي فالجميع يضحك منه, فمتى تأتي صفعة تفيقه من نشوة الخيانة , وخيانته لأقرب شيء له هو شقيقه؟!
فحكام العالم العربي , ولعل اكثر مايميزهم قسوتهم وديكتاتوريتهم لأحكام قبضتهم على مقاليد السلطة , ومن غير المهم ان تزهق ارواح الالاف من ابناء جلدتهم , ولم يكتف عند هذا القدر بل التدخل في بلدان افضل من حالهم بدعوى الحرية ,لتعيش الامة العربية في فترة مظلمة مخيفة كما كانت ايام الثورات العربية ضد الاحتلال الغاصب للاراضي كانها سايكس بيكو جديدة للتصرف وفق ارادات خارج اطار البلدان , والتي يعتقد بضعفها وانها غير مؤهلة! وكذلك العالم العربي يمر بوعد بلفور جديد يعطي اراضي عرفت بعروبيتها وانتمائها للعالم العربي والاسلامي لتسلمها بيد من يعثي فسادا وارهابا محلي من جانب ودولي ايضا.
الاوضاع قاسية وسريعة والبوصلة نحو الاسوء تعيشها قوة بشرية واقتصادية , يمكن وصف هذه الاوضاع بانه احتضار العالم العربي , والحكام لديهم انفصام بالشخصية عند التعرض للحديث عن اهم القضايا المصيرية سواء كانت قديما كفلسطين ولبنان وسوريا وموقفهم من الكيان الصهيوني , او حديثا لتضاف مشاكل اخرى جديدة للقديمة؛ لتشمل العراق واليمن والبحرين ,وقد تضاف ايضا دول عربية اخرى, والمعطيات هي من تقود الى هذه النتائج الدقيقة؟! والقرار العربي يعيش انفصام الشخصية , اما لو تكلمت امريكا فالحكام العرب يعودون الى رشدهم ! ليسجلوا المواقف الاهثة للسمع والطاعة لها , والهتك والحرمة والدمار للامة العربية والاسلامية.
عرف العراق والمرجعية الدينية بمواقف الوحدة والتاخي, والوقوف مع قضايا الامة العربية والاسلامية , لطالما كانت ابواب العراق مفتوحة للاشقاء , فقدم في فلسطين الشهداء , ودعم الاردن ولايزال بنفط شبه المجاني لننتقل الى تقاعد العمال المصريين الذين عملوا في العراق و...؛ لنقف باستغراب امام تصرفات او قرارات , حتى وان لم يتم تنفيذها او ايقافها , فلماذا الترويج لها ؟ ولماذا محاولة تخريب العلاقات العراق بجيرانه وخصوصا ايران ؟ ولماذا تعقد المؤتمرات والمؤامرات البعثية الخبيثة في بلدانكم ؟.
ان الاستيلاء على السلطة وجعلها في ايدي افراد لديهم مرض انفصام الشخصية هي التي انتهكت الحرمات والمقدسات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ...,لماذا هذا الفشل الذريع والتشتت والضعف في مختلف المجالات ؟ فالننظر من حولنا لجنوب شرقي اسيا التي قفزت قفزات هائلة اقتصاديا وتكنولوجيا لتصبح دولا صناعية ينظر العالم لها باحترام ! اما عالمنا الاسلامي العربي فاخذ مسار عكسي , والاسباب كثيرة ؛لكن منها هو زرع بذور الفتنة والفرقة , والخيانة اكبر الكبائر,فالعراق كان بامس الحاجة اليكم لكنكم تخليتم عنه , بل اخذتم بترويج الطائفية والعنصرية ..., فلا تخونوا ايها الاشقاء ؛ لأن أكثر الناس خيانة هو ذلك الّذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك