المقالات

لماذا يريدون إفشال حكومة السيد عبد المهدي؟!

1724 2019-01-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

شُكّلت حكومة السيد عادل عبد المهدي، وهي ناقصة نقصا عدديا، وليس أخلاقيا كما ربما تذهب عقول بعضهم، وإن كان ذلك واردا! بلحاظ إستيزار أشخاص بخلفيات داعشية أو بعثية، وكان من المتوقع أن تكتمل الكابينة الحكومية بسرعة، نظرا لما يمر به العراق من ظروف معقدة، تحتم على الساسة الإتفاق على الممكنات، والإبتعاد عن ما يختلف عليه.

واقع الحال يكشف أن هذه الحكومة، ستشهد مزيدا من القلاقل والهزات، ليس بسبب الإختلافات السياسية وحدها، ولكن بسبب الإصرار على تمرير وزراء مختلف عليهم، لأنهم من الخلفيات التي أشرنا اليها، وتبدو الصورة وكأن هناك منهج جديد، يريد دولة فيها مشاركة واسعة للبعثيين والدواعش، تحت ستارالوحدة الوطنية.

السياسية الأمريكية في العراق تسعى هي الأخرى؛ لإعادة تموضعها عبر هذه البوابة، وقد وجدت من يقبل ويرحب بهذا التموضع، وأجرت في هذا الصدد عدة عمليات جس نبض، إبتداءا من إعادة إنتشارقواتها غرب العراق، مرورا بأقامة قواعد جديدة في أقليم كردستان، ودخول الرئيس الأمريكي ترامب وحليفه رئيس الوزراء الأسترالي الى العراق بلا إستئذان، إنتهاءا بجولة معاون قائد القوات الأمريكية في العراق صحبة قائد عمليات بغداد؛ في عرين الثقافة العراقية شارع المتنبي، وألتقاط أدعياء المدنية و"مثقفي" اليسار والعلمانية، صورا "سيلفي" مع الضباط الأمريكيان، وكأنهم يقولون لهم..هلموا..!

هكذا إذاً يدخل العراق مرحلة سياسية جديدة، ستكون مرحلة مشبعة بتوترات جديدة، لأن غالبية العراقيين وقواهم السياسية الملتزمة، يرفضون هذا المنهج، الذي يبدو أن حكومة السيد عبد المهدي؛ مرغمة على السير فيه وإلا فإنها ستنهار، لأن الداعمين لعبد المهدي؛ هم بالحقيقة مع هذا المنهج، وإن قالت أفواههم غير ذلك!

نظرة متأنية مدققة في الراهن من الوقائع، تُظهر اننا نراوح على عتبة "اللعبة السياسية" وان العلل والاشتراطات، التي تضرب عافية الدولة مستمرة، وأن ثمة مطابخ تسهر ليل نهار، على فبركة الملفات واثارة المواضيع، التي من شأنها اعاقة التوجه نحو المستقبل، وتعطيل معالجة الوضع الاقتصادي والخدمي. وذلك بـ"تفقيس" ما يؤجج الخلافات واستيلاد الازمات، ما يؤكد فعلا ان هناك رغبة في انهاك الدولة؛ توطئة لتدميرها بشكل تام، ومن ثم فتح الأبواب على مصاريعها لإيتام البعث، لإعتلاء ظهورنا مجددا!

من جهة أخرى وعلى صعيد العمل الحكومي، فإن من الواضح تماما ان الهدف؛ هو أن تكون حكومة السيد عبد المهدي؛ حكومة مكانك راوح، بمعنى منعها من تنفيذ واجباتها الأساسية، وبمعنى وضع الفيتو، على أي مسار يمكن أن نسير فيه، حتى لو كان مفيدا لواضع الفيتو نفسه!

بهذا نتحول الى لعبة المخالفة من أجل المخالفة، وهذا بالنتيجة استمرار لسياسة التعطيل، لاسباب كثيرة، منها ما يرتبط برغبة دفينة؛ في افشال تكوين دولة على أسس عادلة، ومنها ما يرتبط برغبة معلنة، في "التسيد" وفقا للأسلوب الذي غادرته كل الدنيا، إلا دنيا "الزعامات" السياسية العراقية.

لكن منها ما يرتبط بالحرص على ابقاء العراق، ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وفي احسن الاحوال صندوق بريد، لتوجيه الرسائل المتعلقة بالتقاطعات الاقليمية والدولية، وهذا هو هدف أطراف سياسية، ومنها أطراف إسلامية شيعية؛ منخرطة بالمشروع السعوأمريكي بعلنية فجة!

كلام قبل السلام: الأكثر إيذاءا أن ثمة من أدمن؛ على القاء قشور الموز تحت أقدام الحكومة، حتى لو كانت حكومة ملائكة صالحين..!

سلام.....

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك