المقالات

(چا) و(چيف) فيدرالية..فلتسقط المركزية...!

1979 2019-01-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تضيع البوصلة، عندما تتقلب الموازين فتحتار العقول، وتتساوى الرؤوس عندما تختلط الأمور، وحينما يستوي الماء والنار، يبلغ السيل الربى، وعند ذاك تبلغ السكين العظم..

 وعندما يعلو مفهوم (الأنا) بدل (نحن)، وعند التفكير (بالبطن) بدل (العقل)، وبالجيب بدل الشعب، وعندما يحل التقهقر بدل التقدم، وعندما تكون مشكلتنا محصورة بصخرة زنتها 150 كيلوغرام، تأتي البلوى، وإذاك حسبنا تعالى ونعم الحسب.     

ويبدو أن الفوضى المؤسساتية قد ذهبت بنا بعيدا، ورمتنا سحيقا، وبتنا لا نعرف رؤوسنا من أرجلنا، وأختلط العام بالخاص حتى تماهيا، وأنعكس ذلك كله، على مخرجات العملية السياسية؛ فبدت غريبة عن منطق العقل في الغالب.

إن ما نواجهه من تحديات، خصوصا في قطاعي الأمن والخدمات؛ هي بلا شك تحديات للعقل والمنطق، ولا يبدو أن لها حل معقول، في ظل العقلية السائدة في إدارة الدولة..تلك العقلية التي ترى أن كل شيء، يجب أن يكون بيد المركز؛ قرارا وتخطيطا وتمويلا وتنفيذا، ومراقبة ومتابعة، وكأن غير المركز قُصَر، وهو وحده البالغ الرشد، أو أنه فقط من يعرف مصالح العباد، وغيره حمقى، أو أن يرى أنه وحده من يحسن التدبير، وغيره لا يعي مسؤوليته، فينحى نحو التبذير، أو أنه بطل شجاع، وغيره رعاديد جبناء, أو أنه فقط؛ من بيده الخير وهو على كل شيء قدير!..

ولنراجع أنفسنا ونسائلها، هل كان أحد منا منذ عشر سنين، يتوقع أن تصل الأمور، الى ما وصلت اليه اليوم؟ ولنأخذ ناحية واحدة فقط من بلايانا: ومن البلية "عذل من لا يرعوي عن غيه" وخطاب من لا يفهم يضحك الثكلى، وشر البلية ما يضحك..

فدستورنا أقر الفيدرالية كنظام لإدارة البلد، ووجد الجميع حينها، أنه أسلم نظام يحفظ لكل ذي حق حقه، لكنهم ما إن إعتلوا ظهورنا ـ وأعني بهم الساسة الأجلاء ـ حتى باتت الفيدرالية بنظرهم دعوة الى تقسيم البلاد! ليس لأنهم حريصين على وحدة البلاد، لا أبدا، ولكنه الملك الذي يعلمون أنه عقيم!

 فأي منهم يرى أن أي"تمتع" لأي "جزء" من الوطن، بحقه في أن يدير شأنه بنفسه، ما هو إلا مروق على سادة بيت الطاعة المركزي!..وهم يعلمون جيدا أن الوطن "مكونات" وهذا ليس عيبا، بل هو واقعنا الذي يتعين أن نعمل من خلاله، ونعترف به إيجابيا وليس سلبيا، وليس في ذلك دعوة الى تقسيم البلاد.

لكن إبن الجنوب يريد أن يعلم أولاده، في مدارس بثقافة آبائهم، يريد أن ينشأهم على أن الـ (چا) ليست عيبا، وأنها كلمة سومرية أصيلة، وأن من ينطق بالـ (چيف) لا يرتكب إثما! وكل ما في الأمر: أنه يقلب "الكاف" الى "چ"، وكم هي جميلة من فم الصبية الجنوبيين! وإبن الجنوب؛ عاش وتربى مثله مثل آباءه، على أن أهل البيت عليهم السلام هم حملة الرسالة وهم حفظتها، وأن قتلتهم مجرمين، مثلما تقول بذلك كل كتب التاريخ، وليس معقولا أن نلوي إيماناتهم ليا، ونطوع عقائدهم، من أجل أن نرضى عبدة الجبت والطاغوت..

ومن المؤكدأن  أبناء العمارة وسوق الشيوخ، والبصرة والحي، والرفاعي وأبي غرق، والمهناوية، والديوانية، وكربلاء والمشخاب، والرميثة والعكيكة، والقرنة والهارثة؛ سيهتفون بأعلى أصواتهمم: (چا) و(چيف) فيدرالية..فلتسقط المركزية!..

كلام قبل السلام: السَّرْج المُذهَّب لا يجعلُ الحمار حصاناً!

سلام.. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك