المقالات

إعادة إنتاج الجدران العازلة..!

1698 2019-01-07

علي عبد سلمان

 

  بعض الساسة العراقيين من معتنقي فكر الأنعزال الطائفي يتوهم لنفسه دورا ليس أكبر من حجمه فقط، لكنه أكبر من الدور ذاته! هذا البعض يدعي تمثيل هذا المكون الأجتماعي أو ذاك تمثيلا أحتكاريا، بمعنى أنه الممثل الأوحد لذلك المكون وليس ثمة غيره ممثلا..

الحقيقة أن مسألة المكونات ذاتها بحاجة الى تمحيص وتدقيق، فالحدود بين ما يطلق عليه مكونات حدود باهتة جدا ولا يمكن رسمها بقلم حبر دقيق الرأس، لسبب بسيط هو أننا شعب متداخل الى حد عجيب، وإلا لما كنا قد عشنا قرابة ثلثي التاريخ البشري..والأمثلة عن الأسر المتداخلة تقودنا الى الشعب العراقي برمته!..فمعظم أسرنا شهدت على مر العصور زيجات ولدت أجيالا مختلطي الأصول القومية والعرقية.

ليس ثمة أسرة عراقية تدعي صفاء الأصل ونقاوته على وجه القطع، فمن المستحيل نهائيا العثور على هكذا أسرة، والأمر ذاته ينصرف الى الشأن المذهبي الذي تناسل عنه التوجه الطائفي، فالحدود بين المذاهب مائعة الى حد بعيد...

في عاشوراء هذا العام كما في بقية الأعوام  كم من عين "سنية" ذرفت دمعا سخيا شهدتها بنفسي، فهل هذه العين "سنية" على مقاسات من يريدون أن يعزلوا "السنة" عن أهل البيت عليهم السلام ويصادرون حقهم بالتمتع بالحب والمودة الذي أوصى بها القرآن : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة بالقربى، أم أنها عين "سنية" على مقاس الذي يعتقد أن حبهم فرض في القرآن ربنا أنزله كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في حسم نهائي لمن هو "سني"..

 إن الذين يريدون أن يعيدوا أنتاج جدرانا عازلة بين مكونات شعبنا بالنفخ مجددا بأبواق الطائفية واهمون جدا، وعاجلا وليس آجلا سيجدون أنفسهم خارج الجدار العراقي الكبير الذي يأوي أليه شعبنا، وأعني به جدار الوطنية الجامعة..وأذا كانوا قد وجدوا في المرة السابقة بعض الذين يستمعون الى فحيحهم، فأنهم في هذه المرة سيقفون عراة لا يرتدون شيئا يستر عورتهم التي كشفتها أساليبهم التي كان عنوانها الدم والدم ثم الدم....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك