المقالات

السلم الإجتماعي والتسقيط

2235 2019-01-06

ضياء المحسن


مما لا شك فيه أن هناك ضرورات لا يمكن التغافل عنها للحفاظ على العلاقات الإجتماعية والأمن في المجتمع، من هذه الضرورات تأتي مسألة الحفاظ على السلم الإجتماعي في مقدمتها، لأننا بدونها كمن يمشي في أرض مزروعة بالألغام، ولا ندري متى ينفجر هذا اللغم أو ذاك ليبتر أعضاء من جسمنا أو قد يؤدي الى الوفاة حتى.
الخطابات المفعمة بالكراهية والتحريض تؤدي الى نتائج خطيرة في الغالب، ولغة التعصب بين أبناء البلد الواحد، ينتج عنها خطاب متطرف يكون الخاسر الوحيد فيه البلد.
تساهم القنوات الفضائية في جزء كبير من نشاطها على نشر الخطاب الطائفي، خاصة تلك القنوات الفضائية المرتبطة بأجندات خارجية ذات توجه طائفي (ديني أو قومي)، وهو الأمر الذي يضع على كاهل هيئة الإتصالات عبئا كبيرا في تحجيم هذه القنوات ومنعها من عرض هكذا خطاب لا يتسق مع متبنيات الحكومة، بما لا يتعارض مع حرية نشر الكلمة وإبداء الرأي.
قد نجد ضرورة لأن يعبر أي شخص عن وجهة نظره فيما يعتقد، وهذا لا غبار عليه، لكن أن يصل الأمر بمن يعبر عن رأيه بإستخدام القضايا الشخصية لتسقيط الآخرين، فهذا أمر يحاسب عليه القانون كونه يدخل في باب السب والقذف، لذا فإن على من يعبر عن وجهة نظره أن يكون متوازنا في طروحاته وأن يبتعد عن التعرض لقضايا شخصية لمن يوجه إليه النقد.
إن الخطاب الطائفي والعرقي يتسبب في تهديد السلم الإجتماعي، وهو الأمر الذي ينتج عنه في نهاية الأمر الى توقف الحياة الإقتصادية، وإنقطاع التواصل بين الآخرين، بما ينعكس بالتالي الى تدخل خارجي لصالح فئة دون أخرى، وهذا التدخل ليس له إلا غرض واحد؛ هو السيطرة على مقدرات البلد، لأن خلق التمييز العنصري والذي هو طارئ على المجتمع العراقي، يعد محاولة لهدم السلم الإجتماعي في هذا البلد.
معلوم أن الدولة العراقية منذ بدايات تشكيلها، لم تمنع أية قومية أو طائفة من ممارسة حقوقها، لكننا شاهدنا التمييز على أساس اللون والطائفة، وهو الأمر الذي نتج عنه حدوث جدل في الأوساط الأممية عن التمييز العرقي في العراق، والذي يمثل تدخلا من الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية، وكل هذا لم يكن ليحصل لولا الأصوات النشاز التي إنطلقت في تسقيط هذا المكون وهذه الطائفة وغير ذلك.
في فيلم ((الملكة)) والذي يدور حول حادثة الأميرة ديانا، يدور حوار بين رئيس الوزراء توني بلير وفريق عمله، هنا يحاول بعض أعضاء الفريق حث توني بلير لإستغلال الغضب الشعبي على الملكة وإسقاط هيبتها، لكنه يقف بوجههم بقوة ويرفض هذا الأسلوب في التعامل مع الملكة حتى وإن كانت مخطئة، وهو الأمر الذي يعطينا فكرة واضحة عن ضرورة عدم إستغلال الحياة الشخصية لتسقيط الآخرين، لأن ساحة العمل السياسي والثقافي الحاكم فيها هو التنازع الشريف لتقديم الأفضل للشعب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك