المقالات

وللأنثى حظ الذكريين..!


جاسم الصافي


حين شرع الإسلام قضية حقوق المرأة كان من اول اهتمامه في الميراث كونه البقعة التي تسلط الضوء على باقي حقوقها المستلبة في تلك الفترة الظلامية من غابر التاريخ ، لهذا جاء الاسلام ليكرم المرآة وليعرفها بما لها وما عليها , ويمدد العوازل ما بين تحررها وعبوديتها التي كانت عرفا دارجا في عالم يسوده الجهل وسفك الدماء والمتاجرة بالبشر , وبدل ان يكون هذا الحدث هو يوم عالمي يحتفى به كل اهل الارض كما يحتفون على سبيل المثال لا للقياس في عيد الحب وعيد غسل اليدين وهي اعياد تعينيه لا حدثيه مثل الثورات والحروب , بل نجد الندوات والاحتجاجات والطعن بالتشريع في بعض البلدان ونجد الانتقاد الهدامة لا النقد البناء لهذه الحقوق التي نقلت المرأة في حلقة مهمة في التاريخ البشري من زمن الذكورية والجهل والعبودية الى نعمة التنوير والمقدرة على رفع صوت المرأة بهذا العلو الذي نشهده اليوم , ولعل اهم ما يؤاخذ على هذه الحقوق هو التميز في الميراث ما بين الذكر ولأنثى في قوله تعالى ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) بعد ان قطع غصن الآية من مقدمتها في قوله ( يوصيكم الله ) واهمل كذلك ما لحقها من تبيان وتشريع ، فلو تفقهنا بالنص التشريعي لهذا الحق لوجدنا ان هذا القول ليس قاعدة على مجمل النص القرآني بل هو للجزء القليل منه أي في حالات خاصة ومحددة ، فنصيب المرأة في الميراث متفاوت مع تفاوت الرابط كما هو في اغلب القوانين الوضعية ، وهذا التفاوت تحكمه ثلاث عوامل اولها درجة القرابة بين الوارث ذكرا ام أنثى مع المورث (المتوفى) فكلما اقترب زاد النصيب في الميراث وثانيا موقع الجيل الوارث من التتابع الزمني فالأجيال التي تستقبل الحياة وتستعد لتحمل أعباءها ، يكون نصيبها في الميراث اكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة ... بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والفرق الثالث في الأعباء المالية التي يتحملها كل من الجنسيين وهذا امر واضح بحيث لا يفضي الى ظلم الإناث أو الانتقاص منهن ، ولم يعمم هذا التفاوت بل قال عز وجل ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) ولم يقل في عموم الوارثين " بل وبحسب تفصيلات صلاح الدين سلطان " أن للمرآة أربع حالات تأخذ فيها نصف ما للرجل وضعف هذه الحالات ترث فيها مثل الرجل وعشر حالات تأخذ فيها ضعف ما يأخذه الرجل وحالات ترث فيها المرآة ولا يرث فيها الرجل " 
كذلك يذكر الاستاذ شحاتة أن العدالة والمساواة في الإرث لا تتحقق على مستوى الأفراد بل على مستوى المجموع إذا أن حصة الذكر غير ثابتة كما يزعم البعض ومحددة بمثلي حصة الأنثى في كل الحالات كما يتوهمون ، فالذكر الواحد مع ست إناث يرث ثلاث أمثال حصة الأنثى 
فان سألنا : لماذا قال { للذكر مثل حظ الأنثيين }ولم يقل : 
ـ للذكر مثل حظي الأنثيين 
ـ للأنثيين مثل حظ الذكر 
{ وان كانت واحدة فلها النصف } { فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلث ما ترك } 
ومما تقدم يستوجب علينا توضيح هذه المسالة وتثقيف المرأة وتوعيتها على ان نور الاسلام جاء مع ظلام العالم وانطفاء الانسانية الذي كان يعم ارجاء الارض بلا استثناء , ان ما جاء به الاسلام كان حلما انسانيا في وقت تبحث المرأة فيه عن بارقة امل , لذا يجب ان نحمد المولى عز وجل عليها , بدل ان نصغي للأصوات التي تعمل على زعزعة الاستقرار والرشاد المجتمعي من اجل انهيار الثوابت واوتاد القيم التي تحتاج بعضها الى تصحيح لا الى تغير كما يتوهم الكثيرون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك