المقالات

الامريكان في العراق مستشارين ام محتلين ؟!

2244 2018-12-31

علي الطويل

 

كشفت زيارة الرئيس الامريكي الى قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار ، عن امور كثيرة كانت غائبة عن اذهان العراقيين ، فالعراقيون في العادة ينشغلون ولكن لاينسون كما يضن الكثير ، اذ ان الامريكان والحكومة العراقية السابقة بعد احداث ٢٠١٤ كانو يؤكدون وعلى الدوام ، ولايام قليلة قبل انتهاء تكليف تلك الحكومة ، يؤكدون ان الوجود الامريكي هو عبارة عن ستة الاف جندي مهمتهم التدريب والاستشارة والتنسيق بين القوات الامريكية والقوات العراقية في التحالف ضد داعش . هذا ماكان يسمعه العراقيين من رئيس الحكومة العراقية السابقة وماسمعه العالم باجمعه .
الا ان ماجعل الانظار والتساؤلات تتجه مرة اخرى لهذا التواجد هو قرار الرئيس الامريكي بسحب القوات الامريكية من الاراضي السورية ، حيث اشارت بعض التقارير الى انسحابهم سيكون باتجاه الاراضي العراقية وخاصة في القاعدة التي انشأها الامريكان في اربيل . وعزز هذه التساؤلات التصريحات التي اطلقها ترمب من قاعدة عين الاسد ، واطلاق التهديدات تجاه الاخرين من الاراضي العراقية مع انها زيارة غير شرعية ، وفقدت ابسط القواعد البروتوكولية. اذ كشفت بعض التقارير الصحفية الى وجود ستة قواعد عسكرية امريكية في العراق ، وهو امر في غاية الخطورة على مستقبل العراق وسيادته ، فاذا كان الوجود الامريكي في العراق هو لغرض التدريب والاستشارة فما هو الهدف من هذا العدد الكبير هذه القواعد ، خاصة وان بعضها واسعة جدا واقيمت عليها منشات ضخمة توحي بنيتهم في البقاء لفترات طويله مثل قاعدة اربيل وعين الاسد .
لقد اجمع العراقيون بجميع اطيافهم على رفض الوجود الامريكي في العراق واعتبروه خارج اتفاقية الاطار الاستراتيجي ، التي وقعها العراق والولايات المتحدة والتي انسحبت بموجبها معظم القوات الامريكية في العراق . ان التواجد الامريكي بهذا الحجم في العراق اصبح موضع رفض شديد خاصة بعد القضاء على داعش ، وتنامي قدرة العراقيبن على مسك مسك الحدود وتحقيق الامن في البلاد . وقد اثبتوا انهم قادرين من خلال الامكانيات الكبيرة التي اظهرتها قوات الحشد والجيش في تحرير الموصل وباقي مناطق العراق .لذلك فان التواجد الامريكي اصبح لامبرر له من الناحية الفنية ، كما ان اوضاع المنطقة اصبحت تتجه نحو تحقيق الاستقرار والامن وخاصة في سوريا مما يجعل تواجد القوات الامريكية امر غير مرغوب فيه ، بل انه موضع ريبة وشكوك لما تريده الولايات المتحدة لما تخطط له في هذه المنطقة . لذلك فعلى الحكومة العراقية اتخاذ موقف حازم تجاه التواجد المكثف لهذه القوات وتقليص عدد هذه القواعد بشكل تدريجي ، وسحب الجنود الذين انتفت الحاجة لوجودهم وتقليص اعدادهم تمهيدا للانسحاب الكامل من الاراضي العراقية . وذلك لان العراقيين اصبحوا ينظرون الى التواجد الامريكي على انه قوة احتلال وليس قوة سلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك