المقالات

المؤسسة العسكرية تسيس... وليس فيها سيسي ......

2465 2018-12-08

 

زيد الحسن 


الثورات الشعبية كافة التي قامت بها الشعوب المغلوبة على أمرها ، كانت محصلتها أنتفاضة للمؤسسة العسكرية ومسك دفة الثورات و النهوض بها ، و اصبحت هذا الثورات الشعبية دروساً و مناهج تدرس في مادة الاجتماعيات لبعض المراحل الدراسية ، وان كان البعض يرى ان المؤسسة العسكرية تسرق كفاح الشعب و نضاله ، و تقطف ثمار تلك الثورات ، فأن النتيجة واحدة و هي الخلاص من الظلم الواقع على ذاك الشعب . 
كلما خرج الشعب العراقي فـي مظاهرات للمطالبة بحقوقه ، كان يعقد الامل على رؤية قائد من المؤسسة العسكرية ينفض غبار اليأس ، و يحقق ما تصبوا الية تلك الجماهير ، و لطالما كان سقف الأمنيات معقود بذاك القائد أو الضابط ذو التاريخ العريق في القتال .
الأن عرفنا السبب الرئيسي الذي من أجله قامت أمريكا بحل الجيش العراقي و تدمير المؤسسة العسكرية بالكامل!
وهو قتل أي حلم لثورة يقوم بها الشعب العراقي لرفض من جلبتهم لقيادة العراق ، او بتعبير ادق من جلبتهم لتنفيذ أجنداتها و اطماعها في العراق والمنطقة .
شبهات الفساد في المنظومة العسكرية موجودة اكيد و بلا أدنى شك ، لكن لا تقارن بحجم التضحيات التي تقدمها هذه المنظمة فلولاها لأصبح العراق في خبر كان ، المؤسسة العسكرية اليوم هي الوحيدة التي تقدم دماء و ارواح من اجل العراق ،و ان كان بعض قادتها مسيرون لهذا الحزب او ذاك فيبقى عملهم يحتم عليهم حماية ارض العراق من دنس الاعداء ، من هذا المنطلق يأتي حلم الشعب بقائد يركب و يعتلي الثورة الشعبية و يطيح بهرم الفساد و التسلط للاحزاب ،و يبدوا اليوم ان هذا الحلم و هذا التمني قد مات لدى
الشعب العراقي ، و هو يسمع أن خلف كل رئيس للوزراء جوقة عسكرية يأتي بها ليعزز مكانته ويحصن كرسيه ، ويحدث هذا تحت حكم استلام رئيس الحكومة لمنصب القائد العام للقوات المسلحة .
هنا تذكرت قصة قديمة من تراثنا الشعبي :-
يحكى أن رجل له بنتين قد تزوجتا ، واحدة فـي الشمال و الأخرى فـي الجنوب طلبت الأم من زوجها الذهاب لرؤية حال بناتها و بعد أن ذهب الأب الى أبنته التي تعيش في الجنوب وجدها تعيش فـي جفاف و خلو أرضها من الماء و المطر ، توجه الأب الى الأخرى التي في الشمال وجدها تعيش في غرق و فيضانات ، عاد الرجل و أخبر زوجته قائلاً يا أم البنات أن امطرت وأن لم تمطر عليكِ البكاء والعويل لبناتكِ .
هذا اليوم علينا البكاء أن تشكلت الحكومة وأن لم تتشكل فأن مؤسستنا العسكرية ستبقى تحت سلطة الاحزاب و لا أمل لنا فـي قائد عسكري يحقق حلم ثورتنا ، بل العكس صحيح قادتنا ستكبح أي ثورة او نضال لنا ، فهم مسيرون و قادة لاحزابهم وليس لعراقهم .
وأنا أوكد اليوم لمن كان غافلاً او رافضاً التصديق أن المراهنة على مؤسستنا العسكرية ضرب من الخيال، فلنغمض عيوننا و نمسح من ذاكرتنا الثورة التي قام بها الشعب المصري ، التي أنتجت الرئيس السيسي و نحقن أنفسنا بألف ( سيسي ) مخدر عساه يسعفنا في تحمل ما نمر به من وجع وخذلان في قادتنا الكرام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك