المقالات

أفلا يخشى المرءُ أن يكون من صغار حطب جهنم؟!

3295 2018-12-02

امل الياسري

 

مر أبو وهب (البهلول) بأحد أزقة الكوفة، فوجد أطفالاً يلعبون بالجوز والصنوج، إلا طفلاً يجلس بجانب الجدار متفكراً لوحده، فتقدم إليه بهلول وقال له:أعطني يدك لأذهب بك إلى السوق، لأشتري لك لعباً مثل هؤلاء الأطفال يا حبيبي فقال الطفل:ماخلقنا للعب يا رجل فردَّ بهلول:ولماذا خلقنا إذن يا حبيبي؟ فأجابهالطفل:لعبادة الله سبحانه وتعالى فقال بهلول:ومن أين لك هذا؟قال:من قوله تعالى:(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)، ومن قوله تعالى:(وما خلقت الجن واﻷنس إلا ليعبدون).

يقول بهلول: فإنكببت على الطفل، فوضعته في حجري، ومسحت وجهه، وقلت له:حبيبي لما هذا الجزع وأنت صغير السن، ولم تعمل من الكبائر مايجعلك تتكلم هكذا؟فقال الطفل:إليك عني يابهلول، والله لقد رأيت أمي تضع صغار الحطب بالنار قبل كبارها، فقلت:لا أُماه دعي الصغار وشأنهم، وإجعلي النار تعمل بالكبار فقالت: ياولدي إن الكبار لاتعمل إلا بالصغار، أفلا يخشى المرءُ أن يكون من صغار حطب جهنم؟(فلا تنظر يابهلول إلى صغر مافعلت، بل أنظر إلى عِظَم مَنْ عصيت ).

فقال بهلول: فلما سمعت هذا أغمي علي، ولما أفقت لم أجد ذلك الغلام، وسألت عنه فقالوا :أولم تعرفه يا بهلول فقلت: لا فقالوا :هذا علي الرضا بن موسى الكاظم وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال بهلول:والله هذه الحكمة الجارية، لا تصدر إلا عنهم (سلام الله عليهم أجمعين)،آل البيت ورثة علم الأنبياء، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أي علم هذا الذي يحمله غريب طوس الإمام الرضا (عليه السلام)؟ أي زهد يتشرب قلب أنيس النفوس؟

المسؤولون الصغار الذين باتوا هذه الأيام حطب الدولة العميقة، حيث تغلغل الفساد المالي والإداري فيها، لا ينم إلا عن هذه الحالة التي وصفها الإمام الرضا(عليه السلام)بأيامه، فلا فرق كبير بينهما وكأنهم خلقوا للنهب، والى الله لا يرجعون، فأمسى العراق في ظلهم أكثر خراباً، لولا كلمة سبقت من ربك، فهدأ روع الأرض والعرض، ألا يدرك ساسة الفساد والتقسيم أنهم أخطأوا الطريق، وقد مضى وقت كثير عانى فيه العراقيون ما عانوا، أفلا يخشون أن يكونوا حطب جهنم؟!

مشاريع سياسية مشوهة تعطي إشعاراً للفاشلين، أنهم باءوا بغضب من الرب ولن يرضى الشعب عنهم، وستكون للشعب كلمته، لتفرض واقعاً سياسياً جديداً، لتيارات وطنية متشحة بالإعتدال والحكمة والتعايش والمقبولية، وإلا فالبلد مقبل على مؤامرات أكثر خبثاً من ذي قبل، تجلب لنا مشاكل عديدة من زوايا متعددة، وعندما تحضر العزيمة والإرادة، فلا مجال للمستحيل وستلقي بظلالها على مستقبل العراق، والأمنيات تضع أقدامها بين هتافات المواطنين، الذين تشبعت أرواحهم بالدموع والدماء منادية: أليس الصبح بقريب؟!     

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك