المقالات

مضمون رفيع وعالٍ... عراق جديد!

1777 2018-12-01

أمل الياسري


الإرادة الحقيقية هي التي يمكن أن تحول الأحلام الى حقيقة على أرض الواقع، والمدخل الصحيح لحل أي مشكلة في واقعنا السياسي الراهن، يجب أن يبدأ من تعاون الكتل السياسية، مع مجلس النواب، ومع الحكومة، لأن طريق الحل ليس أحادياً، وإنما يجب أن يكون ثمرة تكاتف الجميع، فمهما كبرت التحديات وتعاظمت المسؤولية، كان الدافع أقوى لدينا، لنرسل للعالم رسالة أننا مع الإنفتاح، والمحبة، والتسامح، والتعايش، والتعاون.
العراقيون بطبيعة أحوالهم مستعدون دائماً للتضحية، فهم مشاريع إستشهاد لحماية الأرض والعرض، وكان التطبيق واقعياً وواقعاً، عندما لبوا نداء المرجعية الرشيدة، ودعوة السيد علي السيستاني (دامت بركاته) لتكون مرجعيتنا السد المنيع الذي وقف وما يزال، ضد كل مخططات قوى الإستكبار العالمي، نعم إنها مرجعية النجف الأشرف فمَنْ يزوره يدرك حجم عظمته، وهيبته، ومساحته التي كانت السبب في حفظ عراقنا العظيم، فالفتوى جعلتنا نتوحد أكثر فأكثر. 
العملية السياسية بعد عام (2003) واجهت الكثير من الصعوبات والتهديدات، ودخلت منعطفات خطيرة، لكنها تذلل وتتدراك وتصلح الأمور بفضل توجيهات المرجعية الدينية العليا، وباتت رداء الوطن بأجمعه، والجهد المجتمعي الذي يطالب به السيد السيستاني، عند لقائه بممثل الأمين العام للأمم المتحدة (يان كوبيتش)، إنما يصب في أن تشترك كل القوى السياسية في تقديم الخدمات، والقضاء على الفساد بكل أشكاله، وتصحيح الأخطاء أهم خطوات النجاح الحكومي.
شدد سماحة السيد أيضاً على إحترام سيادة العراق، والنأي بالوطن عن الصراعات الإقليمية، وأن يكون العراق محور السلام، ونقطة التلاقي لشعوب المنطقة لا ساحة لتصفية الصراعات، وطالب الحكومة الجديدة بأن يكون أساس المرحلة القادمة، وإستحقاقاتها السياسية، هو خدمة الوطن والمواطن، فالحكومة المنسجمة المتكاملة تنتج سياسات صحيحة وواضحة، وتحقق أهدافها على أرض الواقع بالشكل المطلوب فجهادنا يتحرك في إطار واحد، ومهمتنا اليوم بناء الوطن وخدمة المواطن. 
التناقضات الإجتماعية والإقتصادية، وحتى السياسية التي يعاني منها مجتمعنا، ناتجة من السياسات الخاطئة المتعمدة في عهد الدكتاتورية، والتي أساءت لمجتمعنا بكل مفاصله ومستوياته، ولذا طالب السيد السيستاني (دام ظله الوارف) بأن يكون العراق بعد إنتخابات (الثاني عشر من حزيران 2018) عراقاً جديداً، ويريد مضموناً رفيع المستوى عالي التطبيق، لا مجرد كلمات وشعارات تباع على جماهير الشعب كسابق الأعوام، وهذا ما نردده عن مفهوم (عراق جديد).
زيارة ممثل الأمم المتحدة للنجف الأشرف، وبالتحديد لقاؤه السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، إنما يتأتى من عظم هذه المرجعية الرشيدة، ودورها في إستقرار المنطقة، لأن فتواها المقدسة هي مَنْ ألجمت أفواه الظلاميين والإرهابيين، ومنعتهم من الزحف صوب دول الجوار، إنها فتوى عالمية بدعوة نجفية، ودماء عراقية، وقضية بقاء ووجود، إنها ملحمة وتضحية، وإيثار لا نظير له، فالعراق الجديد فوق الأزمات، ومرجعيتنا سر قوتنا وإنتصارنا.
المدخل الصحيح لبناء مجتمعنا، هو أن نكون أقوياء في داخل بيتنا الوطني، والتخطيط يبعدنا عن العشوائية، وكلما توزعت الأمور بشكل صحيح، كانت قواعد العمل واضحة وصادقة، تخدم الوطن والمواطن، وهذا ما يريده صمام أماننا، وبوصلة إستقرارنا، سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) في توجيهاته السديدة، فهو المثل الأعلى في الحرص على الأمة وحقن دمائها، وقادنا الى مستقبل مشرق يستحقه العراقيون جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك