المقالات

عِمّةٌ للمحاريبِ والمنابرِ والسواتر

1971 2018-12-01

 حميد الموسوي

 

على غير قصد الاجحاف، وليس اغماطا لحقه وتصغيرا لشأنه - ومع كثافة وغزارة ما كتبته من مقالات واعمدة صحفية في شتى اهتمامات الساحة العراقية و العربية والعالمية للصحف والمجلات والمواقع الالكترونية من 2003الى يوم الناس هذا - لم افرد
ولم اخصص عنوانا واحدا للسيد علي الحسيني السيستاني، ودون معرفة سبب وجيه، اللهم الا وجود قناعة ترسخت في عقلي الباطن : ان هذا الرمز الضخم كيان متفرد بكل مايملكه من مقومات القيادة الدينية والتسديد الالهي ليس بحاجة لاعلان اوتعريف ، وغني عن سطور تمدحه سيما وهو الزاهد البسيط المتعفف الذي يرفض الرد على من اساؤوا له و شتموه واتهموه . ويحضرني رد المتنبي حين عوتب على تركه مدح الامام علي كرم الله وجهه فقال :- 
وتركُ مدحي للوصي تعمدا 
اذْ كان نورا مستطيلا شاملا
واذا استطال الشيئ قام بنفسه 
وصفات ضوء الشمس تذهبُ باطلا 
طبعا الامثال تضرب ولا تقاس ولا وجه للمقاربة والمقارنة لكنه مثل في سياق الاستشهاد ليس الا.
الامر الذي دعاني اليوم لتخصيص هذا العمود للسيد علي الحسيني السيستاني 
هو زيارة ممثل الامم المتحدة في العراق بان كوبيدش لسماحة السيد واطلاعه على آخر مستجدات تشكيل الحكومة للاستئناس برأيه وتوجيهاته السديدة. حيث اكد سماحته انه بانتظار ما تقدمه الحكومة الجديدة وخاصة في مجال مكافحة الفساد واقرار الامن واعادة النازحين واعمار المدن وتوفير الخدمات وفرص العمل واستقلالية القرار العراقي .فتذكرت اليوم بضع محطات مشرقة مشرفة لهذا العالم الرباني الذي شاء القدر ان تكون فترة مرجعيته في احلك واخطر ظروف فوضوية متداخلة الخنادق ومختلطة الاوراق يشهدها العراق خاصة والعالم العربي عامة .
*اول فتوى اصدرها السيد السيستاني مع اللحظات الاولى لسقوط السلطة السابقة هي حرمة التعدي على الاملاك العامة والخاصة ووجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة .
* شدد على المرحوم السيد سيرجي ديميلو مبعوث الامم المتحدة وعلى الاخضر الابراهيمي في خلال لقاءاته بهما على ضرورة اجراء انتخابات وفقا لسجلات البطاقة التموينية وقد اشاد السيد ديميلو بحنكة وحكمة السيد السيستاني وحرصه على انقاذ العراق من محنته ، وعلى اثر تلك المقابلة وبعد ايام فقط تم تفجير مقر الامم المتحدة واستشهاد السيد ديميلو وبعض مرافقيه و طاقمه .
* عارض كتابة الدستور العراقي خارج العراق واصر على كتابته بايد عراقية من نخب مكونات واطياف الشعب العراقي وتم ذلك وان كان على عجل وتضمن بعض الهفوات.
*وأد فتنة النجف التي اثارها التيار الصدري وكادت تحدث حربا بين الشيعة وتنتهك حرمة العتبات والاضرحة المقدسة قاطعا فترة علاجه في لندن مع ما فيها من مخاطر على وضعه الصحي .
* رفض مقابلة بوش وجميع الوفود التي تمثل الاحتلال رغم الحاحهم وارسالهم وساطات سياسية دولية .
* حث على المشاركة في الانتخابات المحلية والبرلمانية لجميع الدورات الانتخابية مؤكدا على اختيار الاصلح والاكفئ وعدم تجربة المجرب او اعادة الفاشلين للسلطة ، لكن الاحزاب المسيطرة على العملية السياسية استغفلت الناس وخدعتهم باساليب شيطانية تجهيلا و ترغيبا وترهيبا .
* اطفأ نار حرب اهلية كادت تحيل العراق رمادا حين اشتعلت الفتنة عند تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء مؤكدا على الشيعة بمقولة شهيرة صارت خطا احمر / السنة انفسنا / ولا دخل للسنة بهذه التفجيرات وان العدو الخارجي يدفع الشيعة لقتال السنة بارتكابه هذه الافعال الاجرامية .
* خصص جزءا من واردات العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء تصرف لاعانة النازحين من المناطق التي احتلها الدواعش. واوعز الى مقرات المواكب الحسينية والمدن السكنية المخصصة لخدمة الزائرين ان تفتح ابوابها لايواء النازحين من الفلوجة والرمادي والموصل .كما امر بتخصيص طائرات تنقل المؤنات الغذائية والطبية والمنزلية للمناطق المحاصرة التي لايمكن دخول السيارات اليها.
* وحين احتل الدواعش عدة محافظات عراقية وصارو على مشارف بغداد العاصمة تدارك الموقف باصدار اجرئ فتوى في التاريخ المعاصر ( فتوى الجهاد الكفائي ) والتي لبى نداءها العراقيون صغارا وكبارا ومن كل اطياف الشعب واستطاعوا دحر الدواعش وتحرير جميع المناطق من دنس داعش ومشتقاتها وهم يزلزلون الفضاء بارجوزة 
فداء مدوية / شلون انعوف الساتر والسيستاني موصين اعليه / 1.

* قاطع السياسيين المفسدين جميعا واغلق بابه في وجوههم .
* كل هذا الموج الزاخر يتحدر من بيت ( ايجار ) مساحته 70مترا متهالك البناء في زقاق ضيق من ازقة النجف الاشرف القديمة.
..........................................................................1- هذه الارجوزة بلغة شعبية عراقية جنوبية / تعني : كيف نترك ساتر المواجهة مع داعش ونخالف وصية السيستاني ؟!.
2- اخذتني المشاغل وانستني كتابة هذا التعقيب حتى ذكرني احد طلبتنا الذين يدرسون في اميركا وقد عاد مؤخرا قال / عند سقوط الموصل عام 2014 وتضارب الاخبار بوصول الدواعش الى حزام بغداد انتابنا خوف وقلق كبيرين وبتنا نتابع الفضائيا لحظة بلحظة حتى فجرت فتوى الجهاد الكفائي اجواء الفضائيات طاغية على جميع الاخبار ، وفي اليوم الثاني التقتنا زميلة اميركية والدها عضو في الكونغرس الاميركي .. فتحت اللابتوب واظهرت صورة السيد السيستاني قائلة : اي قوة يمتلك هذا العجوز مكنته من افشال المخطط الاميركي الهادف الى اسقاط بغداد واعادة احتلال العراق وتقسيمه ؟؟؟؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك