المقالات

سؤال لا يستطيع الإجابة عليه إلا الساسة!


قيس النجم

 

ثقافة الحوار المتبادل والتسامح، باتت من الطقوس المهمة، التي إختفت الحياة منها، وخاصة في العملية السياسية العراقية، فكان الإختلاف بين الأطراف المشاركة، في التجربة الديمقراطية، مبرراً للقطيعة والإستصغار، وإقصاء الطرف الأخر، يدعمهم في ذلك منابر الفتنة، ودعاة التقسيم، وأبواق الطائفية، فخرجنا بالحقيقة المرة، التي برزت عن هؤلاء الفاسدين، حيث أنهم تلاعبوا بأرواح الأبرياء، وكانوا فرحين بالحرية الوافدة إلينا!

عندما تجتمع العقارب، والأفاعي، والوحوش في جحر واحد، فأنها ستلد هجيناً من المتطرفين، والسراق، وسياسين قتلة، وجميعهم يطلق عليهم داعش!

دعونا نتكلم عن دواعش الساسة، الذين يبدعون في نشر الفساد، والخراب، والضياع، لكن العالم ينظر إليهم، وكأن أحدهم قديس، يتكلم بإسم الفقراء، وهذا هو الوباء الجديد، الذي تعانيه الحكومة، في ظل التداعيات السياسية والإقتصادية الراهنة، فمفاصل الدولة تعاني مفاسد كثيرة، وقلة من المسؤولين المخلصين، يدافعون عن حقوق الشعب المظلوم!

المنظومة الحكومية بحاجة الى العمل بكامل قوتها، لا أن تنفرد جهات أو شخصيات، بقرارات أو إجراءات، بمنائ عن الأطراف الأخرى المشاركة، في العملية السياسية التوافقية، وهذا العمل الجماعي المتكامل، سيترك إنطباعاً جيداً، على مستوى مَنْ يتعاون معك، في محاربة دواعش الإرهاب والقضاء عليهم، وبين مَنْ يحاول التمويه في المساندة والإسناد، ويكيل في سياسته بمكيالين، ومثل هؤلاء أكثر من أن نسميهم!

بعض من الناس الأحرار والمهمشين، لولا تضحياتهم ومقارعتهم للظلم والإستبداد، لما كان الحق ليولد، على أن الوجهة الأخرى، التي تحاول إقناعك بأن زمنهم الآمن، هو أهم ما ستفقده، لأن المكر السياسي الذي يمارسه ضدك، كرؤوس الإبر إن تحركت تجعلك تتألم، لعمق الجرح الذي تمركزت فيه، وإلا ما معنى أن تشيع الطائفية، في بلاد موحدة منذ الآف السنين، ولم يستطع أحد تفكيكها؟!

سؤال أقف أمامه متحيراً، لا أجد إجابة وافية له، وأراه مثل إمرأة حامل في مخاضها، فولدت سؤالاً: هل القادة الذين تسنموا قيادة البلد، ليس فيهم رجل حكيم بستطيع أن يقودنا، ويسير بنا الى بر الأمان؟!

الحوارات لا تعني شيئاً، إن لم تكن ذكية، وبما أن الشعب أكبر من الطغاة، فلا يمكن التصديق، بأن الأغلبية ليست على قدر كافٍ، من القيادة والحكمة لتحكم وطنها، أفضل من هؤلاء الجبابرة الفاسدين، بل إن مشاعر الضياع، وفقدان التوجه السليم، ينعكس سلباً على قيادته للبلد، فإن كان التسامح والخطاب المعتدل، هو الحاضر مع ساستنا، لبات العراق بمأمن عن الفوضى والعنف!

ختاماً: نحن بحاجة الى مجلس للرجال الحكماء، على مختلف طوائفهم، ودياناتهم، ومذاهبهم، وقومياتهم، للجلوس حول طاولة الحوار، وأن يكون حوار بناءٍ هو أهم ما نحتاجه اليوم، لحلحة الوضع السياسي، المفكك في كل شيء، ولا حلول غير الحوار الموضوعي الجاد، الذي يهدف الى عدم التعامل، مع الوضع العراقي بمبدأ الربح والخسارة، لأن النتيجة التي ترضي العراقيين وبقوة، هي عراق واحد موحد، والإرهاب صفر، ولا مكان له في أرضنا المقدسة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك