المقالات

عبد المهدي وخياري النجاح والفشل

3068 2018-11-21

علي الطويل 

 

منذ الانتخابات الاخيرة التي جرت والصراعات السياسية بين الكتل المتنافسة على اشدها ولعل ما من اشد الامور التي ساهمت في حدة هذا الصراع هو تقارب حجم الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الامر الذي جعل حسم موضوع الاكتله الاكبر يبدو امرا صعبا ،لذلك لجأت هذه الكتل الى فتح قنوات حوار بينية افضت تحت ضغط الوقت الذي فرضه الدستور اي وجود سقف زمني لتشكل الحكومة، افضت الى خيار الذهاب للتوافق باختيار شخصية مستقله لادارة الدولة بعد ان فشلت الحكومات المتعاقبة في ان تقدم مايصبوا اليه المواطن من امان وخدمات وعيش كريم .فذهب الخيار الى اختيار السيد عادل عبد المهدي الشخصية المعروفه بمنهجه الاعتدالي والعلمي وخبرته الطويله وما يتمتع به من مقبولية سياسية لدى كافة اطراف العملية السياسية واللاعب الدولي والاقليمي ،وبالرغم من التصويت على الجزء الاكبر من الكابينه الوزارية التي لم تكتمل واجه عبد المهدي صعوبات كبيرة في تمرير عددا من الوزراء في كابينته مع اصرار الكتل على التمسك كل بحصته وعدم اعطائه الفسحة الكافية من الحرية باختيار ماتبقى من الوزراء خاصة مايتعلق بوزارة الداخلية والدفاع ،الا ان الرجل بخبرته ومعرفته الطويله ببواطن الامور سوف يجتاز هذه العقبة التي لاتعتبر معوقا كبيرا امام مسيرته الادارية القادمة التي سوف يجابهها الكثير من القضايا التي تعتبر اكبر في خطورتها وصعوبتها وما تحتاج اليه من مواقف شجاعة في سبيل ازالتها وعبورها واخطرها قصية فرض القانون وهيبة الدولة على الجميع والقضاء على الفساد الاداري والمالي بعد ان نخر جسد الدولة العراقية وفتت مفاصلها وهد اركانها .وهاتان العمليتان سوف ياخذان من رئيس الوزراء الكثير من الوقت والجهد الكثير ويتطلب تنفيذهما اضافة الى القوة والحزم نفس طويل وهدوء وعدم تاجيج الامور عبر وسائل الاعلام،كون الفاسدين يملكون الاعلام والجيوش الالكترونية اللازمة لقلب الحقائق وتحويل الامور من عمل مهني الى طابع طأئفي او حزبي وبذلك فان تلك الخطوات المزمع فعلها تقلب عكسيا ويثار الراي العام بالاتجاه العكسي .باعتقادنا ان السيد رئيس الوزراء بتاريخه الجهادي وخبرته وحنكته بدا يخطو خطوات بالاتجاه الصحيح ومن يطلع على طريقة تفكيره ودرايته ومايخطط لابد له ان يتفائل خيرا بادارته للبلد ،ولكن المشاكل المتجذرة وتمسك الكتل بخياراتها وصراعها على المغانم والضغوط الاقليمية المتصارعة من المعضلات الكبيرة كذلك، والتي ستواجه مسيرة النجاح لهذه الحكومة وهنا ايضا نسجل ان البادرة الاخيرة وزيارة رئيس الجمهورية لعدد من دول الاقليم اعطتنا دفعا اخر من التفاؤل بان الامور تسير وفق مايرسم من منهج صحيح .ويتبقى من اجل اتمام النجاح والعبور للضفة الاخرى ان تتخلى الاطراف السياسية عن التصارع على الحصص وتجاوز خلافاتها وتنافسها واعطاء السيد عبد المهدي المزيد الحرية وابداء المرونة معه في تنفيذ خياراته ،وكذلك ان يكون الفريق القريب من السيد رئيس الوزراء يمتلك نفس الخدمة والتضحية وينفذ خيارات رئيس الوزراء وبالتالي فان النجاح سيكون اسهل مما يتصور المرء في ظل الحجم الكبير المتراكم من السوء في ادارة الدولة في المرحلة الماضية، وسيكون العبور الى ضفة النجاح اسهل من البقاء في ضفة الفشل .فهل سيتوفر لرئيس الوزراء الظرف اللازم لتحقيق منهاجه الحكومي ؟وهل سينصف الرجل في خطواته او ان تتم مؤازرته على الاقل لل100 يوم القادمة والتي الزم نفسه بها ؟اسئلة تحتاج اجابة متانية لانتظار ماستفرزه الايام القادمة من امور

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك