المقالات

من يعتنق السيف لن يغادر ثقافته!

1765 2018-11-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل عدةسنوات جرى نقاش كبير؛ في وسائل الإعلام وفي مجلس النواب العراقي، حول تغيير العلم، وهو نقاش لم يفض الى نتيجة، وليس من المتوقع أن يصل في المدى القريب الى نتيجة، لأن الأمر يتعلق بثقافة ليس بالمستطاع مغادرتها.

بعضهم يرى أن الدولة غارقة بمشكلات؛ لا تتيح لها إنهاء هذا الملف، الذي يرونه ملفا قابلا للتأجيل، فيما يعده كثيرين من أهم الملفات، لأن الرايات والأعلام تعتبر وسائل ترميز مكثفة لما تمثل..

ولأن الرايات وسائل ترميز مكثف، فإنها عادة لا تحتوي تفاصيل كثيرة، و لا يزيد عدد ألوان أعلام الدول عن أربعة على الأعم الأغلب،لكن ثمة أعلام لبعض الدول، من لون واحد فقط..

يمثل الرمز في العلم ، تاريخ الدولة وثقافتها، كما يمثل العقيدة التي تعتنقها، بل يمثل لدول بعينها سبيلها في الحياة، أو كيف ستتصرف في الأزمات..

من هذا المنطلق، كان العلم العراقي بألوانه الأربعة، يتمثل قصيدة صفي الدين الحلي ، التي منها: "بيــض صنائعنا، سود وقـائعـنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا".

العلم يختصر فلسفة دولته، وفلسفة العلم العراقي الحالي، نصفها خير ونصفها شر!..وفي الأخير يبتلع الشر الخير، ولا يبقي منه ذكر!

الأبيض صنيع الخير، والأخضر يذكر بترحال العرب الدائم، بحثا عن العشب والكلأ لبعرانهم!..أما وقائعهم فهي سوداء مسخمة، بمواضي حمراء ليس من ورائها؛ إلا الدم والدم فقط..تلك هي العقيدة التي يمثلها علمنا، نصف خير ونصف شر، يأتي على الصنائع البيض القليل،ة ليمحيها  ويمحي كل خير!

 لكن ما بالكم بعلم لبلد، جمع فيه لفظ الجلالة الى سيف..! ليمحى من ذاكرة من يراه، ذلك الوصف الذي أحبه تعالى، على كل الأوصاف، فأبتدأ به كل سورة من كتابه الكريم بسم " الرحمن الرحيم"..السيف ليس أداة رحمة قط..

نعم ، جرت حروب ومعارك، بعضها كبرى في أول بدايات الإسلام، لكن معارك الرسول الأكرم، لم تكن معارك هجومية قطعا، بل كانت جميعا دفاعا عن الإسلام وبيضته، أما الغزوات الكبرى؛ التي جرت بعد إلتحاق الرسول الأكرم بالرفيق الأعلى، فقد كانت مختلطة الأهداف، يغلب عليها الهدف السياسي، وبناء دولة الفتوح.

مع ذلك فإن المقاتلين المسلمين، وبعد أن تعييهم وسائل الإقناع " أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، كانوا يخيرون من يقارعهم بالإسلام والجزية، بعدها ثم القتال إضطرارا، وتلك كانت مع غير المسلمين، وفيها إعذار ومنطق..

لكن سيف علم مملكة آل سعود،  ليس موجها لغير المسلمين قطعا، فلسنا في زمان فتوحات، وليس بمستطاع أبناء عبد العزيز، غزو كولومبيا مثلا لنشر الإسلام، وليسوا راغبين بحرب اليهود الغاصبين في فلسطين، فهم على أية حال أهلهم وذويهم..!

سيف علم آل سعود؛ موجه للمسلمين ليس إلا، وهو إمتداد طبيعي لذلك السيف، الذي قطع رقبة إبن بنت الرسول؛ الذي خطوا أسمه في علمهم...!

كلام قبل السلام: من يعتنق السيف لن يغادر ثقافته!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك