المقالات

الفرق بين الفجاجة والصراحة..!

1745 2018-11-12

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

أنتهت ولاية السيد العبادي، والذي لم يتمكن من تكرارها، على الرغم من أنه ركب؛ كل ما يمكن له أن يركبه من أحصنة، وبأنتهاء هذه الولاية التي خاض العراقيون خلالها، حربا دامت أربع سنوات ضد الظلام الداعشي، كنا نتمنى أن نطوي الى الأبد، صفحة الإستحقاقات المكوناتية كما يطلقون عليها، والتي هي بالحقيقة تفاهمات محاصصاتية، كما كشف عنها السياسي السني المثير للجدل، السيد محمود المشهداني.

المشهداني في لقاء متلفز، كشف فيه عن أن "حصة" السنة في الحكومة الجديدة، هي 6 وزارات و9 هيئات عامة، و60 منصب تنفيذي كبير، والرجل كان يتحدث بطريقة مسترخية جدا، ليقول في آخر كلامه، أن المهم هي "حصتهم"، ولا تهمه مطلقا بقية التفاصيل، لكن الأهم في حديثه، أنه أوضح أنه تفاهم مع المبعوث الأمريكي على الموضوع!

فيما سبق من وقت، يمتد الى عام 2003، كانوا يتحدثون عن التهميش والأقصاء، وكان واضحا أن الذين تصدروا المشهد السياسي السني، كانوا يتحركون على الساحة السياسية، تحت شعور فقدهم لسلطة أمتدت لقرون طويلة، وكان واضحا ايضا؛ أنهم يخوضون معركة إستعادة تلك السلطة وبشتى الوسائل، بما فيها وسائل التأجيج الطائفي، وما تبعه من إرهاب وقتل مفرط؛ لم يتوقف لحظة واحدة منذ 2003 ولغاية اليوم، ونتذكر أن داعش وقبلها القاعدة، وفي طياتهما الجيش الأسلامي وجيش الراشدين، وجيش عمر وكتائب ثورة العشرين وباقي التسميات، مصاديق لهذا المسار من التعاطي مع شركاء الوطن!

 ربما هم على حق في ما يتصورونه إجحافا وتهميشا وإقصاءا بحقهم، فقد مر عليهم زمن طويل وهم يركبون الأحصنة، ولم يتعودوا السير راجلين، وأمضوا ربما 14 عشر قرنا وأكثر، وهم هكذا يلعبون الكرة والصولجان؛ وهم على ظهور الخيول، ولم يكونوا يوما في وارد أن يترجلوا!

عندما حان الوقت أن يترجلوا، وجدوها كبيرة أن يفعلوها؛ ولذلك شرعوا ليس بمقاومة المحتل كما أدعوا لثماني سنوات قبل رحيل القوات الأمريكية، ولكنهم شرعوا بالحقيقة بمقاومة بقية أبناء الشعب العراقي، الراجلين السائرين نحو شمس الحرية..

النتيجة أنه في ستة عشر سنة منذ أن سقط نظام صدام، الذي كان آخر عنوان لمعادلة مقلوبة؛ أستمرت أربعة عشر قرنا، كانوا قد قتلوا آلاف العراقيين، والمحصلة أن جدارا جديدا عاليا قد تم تشييده، وهو أعلى بكثير من الجدار؛ الذي بنته القرون الأربعة عشر مجتمعة، والدليل هذه العقلية الراديكالية الفجة؛ التي يتحدث بها السيد المشهداني!

أذا كان صدام قد ترك بصمة في التاريخ؛ أسمها حقبة الآلام والآثام، فإن الساسة من صنف المشهداني شيدوا حقبة أكثر أثما وأشد إيلاما، الى حد لم تكتسب فيه أسما بعد، لأنها مستمرة ولم تتوقف ساعة، إنها بالحقيقة أكبر من أن تسمى بحقبة، على الرغم من أن زمنها أقصر من الزمن الصدامي، فجرحها فاغر فاه.

كلام قبل السلام،  هل سيكون السيد عادل عبد المهدي، هو الجراح الماهر الذي يمكنه؛ أن يخيط الجرح بعناية ويغلقه الى الأبد؟! أشك في ذلك ؛ لأننا بحاجة الى فريق من الجراحين؛ ليس من بينهم أمثال المشهداني، الذي كان يتحدث بطريقة تتحدى الوطنية بفجاجة، متصورا أنها صراحة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك