المقالات

الحسين يقود الحشد الشعبي..!

1897 2018-10-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

الشهادة ليست حدثا مؤلم،ا ينغص على الأحياء أيامهم، بفقد عزيز لهم يرحل كباقي الراحلين عن الدنيا، أو كما سيرحلون هم في لاحق الأيام، وهي ليست طريقة في الموت، يفرضها عدو على من سيطلق عليه لاحقا لقب الشهيد!

الشهادة عبادة، لكنها ليست كسائر الأعمال العبادية ،كالحج مثلا الذي يؤخره كثيرين، الى آخر العمر، ليحصلوا في ذلك الهزيع، على لقب "حاج" يختمون به حياتهم، ويكتب أما أسمائهم في لافتات النعي!

 الشهادة حقُ إختيار لخيار واحد، يقدم عليه من وهبه تعالى هذا الحق، الشهادة إختيار "واع"، يقدم عليه من "يعي"،  أنه لا يمتلك في معركة "الوعي"، إلا سلاحا واحدا هو ذاته ووجوده، فتتحول الشهادة عنده الى منهج للسلوك وطريق للحياة.

 الشهادة "حظ" لا يناله؛ إلا الموقنين بإن حياتهم في مماتهم، إذ أنها مسألة عقيدية تعني فيما تعني، أن من يقدم عليها، وصل الى لحظة الوعي، بأن عقيدته باتت مهددة في وجودها، وأن في فناءه بقاء وديمومة لعقيدته.

كان أمام الحسين عليه السلام خيارين؛ أما أن يعطي يده إعطاء الذليل، ويقر إقرار العبيد، بأن المائة وعشرين ألف نبي، الذين سبقوا جده الذي كان آخرهم، صاروا "أكسباير"، وأن عصور الطغاة قد بدأت، وأن عليه الإقرار بهذه الحقيقة، التي تتنافى مع عقيدته، التي تقول بأن الأرض سيرثها العباد الصالحين.

الحسين عليه السلام، كان يحمل قضية ليست كباقي القضايا، فهي " ليست قضية عاطفية صرفة، أو قضية حق ضائع فحسب، وإنما قضية واجهت المخاطرة بالوجود، والهوية والتجربة الإسلامية".

حينما نفهم كل ذلك؛ ندرك أنه حينما أقدم على قبول خيار الشهادة، فإنه كان يؤسس لمنهج سيبقي دين جده الى أن يشاء تعالى، والى أن يتحقق الوعد الإلهي، بدولة يملؤها قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا..

كان قوله: "إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني" في وقت  يرى فيه ما بناه جده وأبيه يوشك أن ينهار، وكان يعي بأن مسؤوليته، هي أن يمنح بشهادته الحياة لأمته، التي هي خير أمة أخرجت للناس بفضل تضحيات ذلك الجد العظيم، وذاك الأب المهيب، وتلك القافلة من سراة الشهداء، من الصحابة المجاهدين، في بدر وحنين والخندق وأحد.

شانئينا لا يفهمون أن الشهادة عشق، وأنها خيار الحياة، وأن حشدنا الشعبي، الزاخر بالمعاني الجليلة ينهل من هذا المعين الذي لا ينضب، ولذلك ولمرض متأصل فيهم، ورثوه أبا عن جد، وكابرا عن كابر، من أيام السقيفة، وبقي فيها فاشيا الى يومنا هذا

كلام قبل السلام: شمس الحرية لا تحجب بغيوم،  شمسنا إنبرى منها شعاعا ملأ الكون ضياء، دموي لونه قانيٍ كنحور الشهداء، وسيدهم الحسين..وأصوات المشككين بمجاهدي الحشد الشعبي، ستتوارى خلف نداءات "هيهات منا الذلة".

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك