المقالات

من مصاديق العدالة أن لاتسكنوا القصور ..

2518 2018-10-15

زيد الحسن 

باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم *** غُلْبُ الرجالِ فمـا أغنتهـمُ القُلـلُ
و استنزلوا بعد عزّ مـن معاقلهـم*** و أودعوا حفراً يابئس مـا نزلـوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا قبـروا*** أين الاسرّةُ و التيجـانُ و الحلـلُ
أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً ***من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ
فافصـحَ القبـرُ حيـن ساءلـهـم*** تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ
و طالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم*** ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا*** فخلّفوها على الأعـداء و انتقلـوا
أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً*** و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا .. قصيدة للامام علي الهادي عليه السلام .
العراق اليوم يمر بمرحلة بناء ، وبرفع اتربة الفساد والظلم ، وليس بفترة تدوير وانتقال للسلطة او انتهاء مدد حكم ، لهذا يتعين على من يمسك زمام السلطة اثبات حسن النوايا اولاً والعمل الجاد والدؤب ثانيا .
قدم السيد عبد المهدي حسن نوايا يستحق عليها التحية والتقدير ، اولها رفضه السكن في قصور الخضراء وفتح مكتبه بعيداً عنها ، وثانياً فتحه اميل للترشيح ولجميع العراقين ، وتعد خطوة الاميل الالكتروني هذه اول نصل يحز رقبة المحاصصة ، حتى وان كانت اعلان فهو اعلان حاسم وباتر وقاطع لأحلام بعض الساسة .
خطوة تقليص الوزارت الى اثنى عشر وزارة خطوة عمل فعلي وليس قولاً او خطاباً ، فهكذا يستطيع الرجل المضي قدما في بناء العراق .
هولاء الاثنى عشر وزيراً اتمنى ان يكونوا اخوة للسيد عبد المهدي ، تشبه اخوتهم اخوة هارون لموسى عليه السلام ، وليس كـ اخوة يوسف الذين لاذوا بذئب كذباً لينالوا من قلب الحب .
ندائي الان الى اخوة السيد عادل الاثنى عشر ؛؛ أستحلفكم بـ الاثنى عشر اماماً عليهم السلام ان تكونوا منصفين ، فأنتم امل العراق الان ، املأوا مواقعكم بالعمل لا بالخطابات ، كونوا عراقيون غيارى على بلدكم ، اليوم انتم في اقوى منعطف يمر به العراق ، انتم السيف البتار الذي سيقطع دابر الخونة والجبناء ، أن نجحتم فقد نجح العراق ، وان فشلتم فسوف تفشل عمليتكم السياسية برمتها ولن يفشل العراق ، اقطعوا الطريق على الشامتين بكم وبحكومتكم فهم كثر ، حاسبوهم على سرقاتهم وغدرهم بالعراق ، فعيون العراق قد أبيضت من كثرة دموع القهر والاستبداد ، ارموا عليها قميص صدق علنا نبصر نور الديمقراطية الحقيقي ، عالجوا ثغرات الطائفية التي انشأها البعض من الساسة في كل مؤسسات الدولة ، كونوا رهباناً ورجال زهد وتقوى في هذه الحكومة واملنا بكم بعد الله كبير .
الان احدث ملوك الخضراء ؛؛ ايها السادة لا تأخذكم العزة بالاثم افتحوا اسماعكم الى صوت الشارع ، لقد نبذكم وكشف سوأتكم ، ولم تعد ادوات التجميل تنفع على خدود اعمالكم الشريرة ، سرقتم البلد بشتى الطرق والاساليب ، شرعتم لانفسكم قوانين ما انزل الله بها من سلطان ، انتم الان تسكنون قصور سلفكم الهدام ، اسألوا انفسكم كيف تركها لكم ، وهل ستكونوا بها مخلدون ؟ 
سيأتي اليوم وتجرفكم عجلة الحق وتقطع لكم الرقاب بسيف الشعب ، فلا يغرنكم بالله الغرور ، نريدكم اليوم عونا لشعبكم ، ولا نريدكم غداً لو كنتم على ماضيكم مصرون . 
لم يسكن حاكم عادل في قصر هكذا يقول التاريخ ، وهكذا كان حكم علي عليه السلام ، وعزوف الحاكم عن القصور دلالة واضحة على السير على نهج علي ، فنبارك للسيد عادل عبد المهدي هذا المسير وندعوا الله ان لا يخيب لنا الرجاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك