المقالات

العامري والمهندس: لن نجد قبوراً ندفن فيها!

2393 2018-10-06

امل الياسري

التصدي للحاكم الجائر محملاً بعقيدة منحرفة تعمل بإسم الدين، يتطلب وجود رجالات من طراز خاص، وأحد الحلول الذكية التي تبنتها مدرسة محمد باقر الحكيم، أن تخرج منها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إنهم أنصار لعقيدة تأبى الضيم والذل، ورجال الجهاد الحسيني كُثر في عراق الحسين (عليه السلام)، لأن النجف الأشرف موئل العدالة، وكربلاء المقدسة معقل الثوار، وسامراء الحجة مركز الظهور والعدل العالمي، لذا كان رجال مقارعة نظام الطاغية المقبور، يمتلكون عقيدة عاشورائية لا تُضاهى!

ليس هناك مستقبل لوطن ممزق، وإلا لكانت المقاومة العراقية التي قارعت الطاغية آنذاك، أن تطالب بتقسيم العراق، (شيعة، وسنة، وكرداً كل على مكونه)، لكنهم إستشعروا أن حكم البعث ودمويته لا تستثني أحداً، وثمة سائل يسأل: لماذا يذهب هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، ليقودا حرباً ضد الإرهاب بالمناطق الغربية؟! فقبلهم عاد السيد محمد باقر الحكيم للعراق لينشر العدالة، لكنه لم يجد قبراً ليدفن فيه، فقد سكن في القلوب والضمائر، فالقتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة!

هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، وحسن الساري، وكاظم الجابري، هم ثمار خالصة ولائية عقائدية، في المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، عندما تزعمهم السيد محمد باقر الحكيم، وقد ساروا على خطاه برفضهم للطائفية، فهاهم يدافعون عن أبناء الوطن أينما يتطلب الواجب، ويحملون أكفانهم على ظهورهم ليقصدوا سفر الأخرة، وما ذلك بغريب عليهم، فقضية شهيد المحراب حركت بداخلهم حقيقة مفادها: مهما تنوعت صنوف المقاومة، وإختلفت الأسماء فهي في مجملهما تؤكد حقيقة واحدة، أن هؤلاء الأبطال إمتداد لرجال كربلاء!

مدرسة الحكيم جوهرة نورانية لا يخفو شعاعها، لأن رجالها أمثال العامري والمهندس وغيرهما، كلما إغترفوا منها إزدادوا عطاءً من إجل بلدهم، حيث تكشف النقاب عن قادة للعمل العسكري الميداني، وبتفوق لا نظير له، ولمَ لا؟ وقد تدربا على المبادئ الإسلامية، والوطنية لمقارعة الطواغيت، وباتت حياتهم زاخرة بالعمل والجهاد معاً، ويسعون اليوم الى ضمان وحدة العراق، بتكاتف جميع المكونات والطوائف، لذا لن تنفع معنا سياسة فرق تسد، لأن مَنْ أرادوا نشر هذا الإدعاء الكاذب ولّوا مدبرين!

أيام السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه)، كانت حافلة بالتنظيم الأمني بوجود فيلق بدر، الذي عمل لفترة طويلة بإمرته، وقاد العامري الأمور ميدانياً، ثم تفرغ للعمل بوزارة النقل، لكنه ما برح أن عاد لعرينه العسكري بسوح الوغى، عندما لبى نداء المرجعية، فهو قائد حرب في الميدان، وهذا ناتج طبيعي لمَنْ يتربى بحجر مدرسة الحكيم، التي قارعت الطغاة لعقود مليئة بصفحات التضحية والبطولة، لذا لن يجدوا قبوراً ليدفنوا فيها، بل سيسكنون في مكنونات القلوب رغم جراحات الزمن!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك