المقالات

  البرذويل وداعش وناقة صالح!

1904 2018-10-01

أمل الياسري

نفاق، وطائفية، وسكوت، وفشل، وخيانة، ومؤامرة، هو ما شكل كارثة، مكنت عصابة داعش الإرهابية، من إحتلال مدننا الآمنة، في ليلة وضحاها، ولأن الساسة لبسوا نظارات سوداء جداً، فقد ساعدت جاهليتهم السياسية، في تأجيج الصراع الدموي، وزيادة أتون الفوضى، فقد غرق العراق في بحر، من المصائب والنوائب!

داعش أعادت المدن المغتصبة، الى عصور ما قبل التأريخ، ولوثت الحضارة العراقية المجيدة، بأنواع خاصة من العنف، والقتل، والسرقة، والتدمير، فأستبيحت آثارنا، وبيعت بأبخس الأثمان الى المتاحف، والتجار، والمزادات العالمية، علماً بأن ربع هذه النصب الحضارية، دُمرت بالكامل على يد الأوباش الجهلة، ذوي اللحى النتنة!

البرذويل كنسية قديمة، تقع غرب كربلاء المقدسة، يعود بناؤها للقرن الخامس الميلادي، بنيت على آثار قصر، لأحد الذين قاموا بعقر ناقة النبي صالح (عليه السلام)، فأصبحت مكاناً مقدساً يؤمه المسيحيون للعبادة، لكن داعش الإرهابي، سرق كل ما فيها من كنوز ونفائس، لا تقدر بثمن إطلاقاً!

المثير للدهشة والإستغراب، أنه لا يوجد في مديرية الآثار التابعة لمحافظة الأنبار، أي تسجيل بأعداد معلومة للنفائس الثمينة، ولم نسمع منذ عام ونيف عن هذه الكنوز، وكيف تم تهريبها من قبل العصابات الإجرامية، مع الإشارة الى بعض العوائل حاولت حمايتها، لكن دون جدوى فلاذت بالفرار!

ساسة الفساد، ومهرجو الفشل، هم من عقروا أرض العراق، كما عقر قوم هود، ناقة النبي صالح (عليه السلام)، ولم يدعوها تأكل من حشائش الأرض، فأصبحوا في دارهم جاثمين، واليوم أنزل الخالق عذابه الأليم، بالعاقرين الدواعش، على يد غيارى الفتوى الكفائي الأبطال، من أبناء الحشد الشعبي.

قبور الأنبياء (عليهم السلام)، وآثار تلعفر، والحضر، والحدباء، وكنسية البرذويل، كلها عقرت على يد العصابات التكفيرية، على أن العراقيين وحضارتهم، هما مَنْ دفعا الثمن الاجتماعي، والثقافي، والقومي، والطائفي، فجدران الجوامع والمساجد، والكنائس والصوامع، ستشكو أمرها للتأريخ، وتنتحب ألماً لهذا الدمار، فأين الحكومة من آثارنا وكنوزنا؟!

مشروع إسترجاع الآثار العراقية المسروقة والمنهوبة، يحتاج الى تظافر الجهود، من قبل وزارة السياحة والآثار، والخارجية، والإنتربول الدولي، والداخلية، يتقدمها توفر المعلومات الكافية لهذه النفائس، فلن تحيا حضارتنا، ما دامت معروضة في بيوت، ليست عراقية الأرض والسماء، لذا أنقذوا البرذويل وكنوزها، من الأسر الداعشي البغيض!

للناقة حق إختيار مكان إرثها، فأرض العراق كنز وطني، حافل بالمآثر، وعليه كان النبي صالح (عليه السلام) مسروراً، يوم دفن في أرض الغري، لذا لن يهدأ الأنبياء حتى تتحرر الأرض، على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الباريء عليه، ليرجع العراق بلداً حضارياً في كل شيء!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك