المقالات

الوجه الأمريكي القبيح

1992 2018-10-01

قاسم العبودي

بذات الوجه القبيح ، وتلك السحنة السمجة ، أطل عينا مهووس أمريكا ترامب قبل أيام من على منبر المؤسسة الأممية الغير متحدة ألا بالأسم فقط . أدلى دلوه بمياهه الآسنة التي زكم أنفوف أحرار العالم بها , تارة يمينا وأخرى يسارا ملوحا بعصاه الهشة بوجه العالم الذي يصفه مراهق بأمتياز . عز من عز , وذل من ذل , وخاض بأطروحاته التي تنم عن غطرسة واضحة وخيلاء قل نظيره في العالم . أراد ترامب أن يفرض هيمنه على جميع المؤسسات الأممية بدأ من عصبة الأمم مرورا بمنظمة التجارة العالمية التي طالما أختلف معها دوما كونه رجل مال وأعمال بطريقته البربرية المعهودة ، منتهيا بمنظمات البترول الدولية وعلى رأسها أوبك ، ومشددا على زيادة الانتاج مقابل الحماية ( المزعومة ) لدول العربان الخليجية . 
جل ما تفوه به ترامب هو التلويح بالعقوبات الأقتصادية والحرب على الجمهورية . الجمهورية التي أذلت جميع الرؤساء الأمريكين على مدار أربعون سنة قد خلت . الجمهورية التي قضت مضجع كل رؤساء الولايات المتحدة وكل ذيولهم في منطقة الشرق الأوسط . أزبد وأرعد وتوعد العالم كله بأشد العقوبات في حال شراء النفط الأيراني ، في لحظة كانت فيها دول أوربا تبرم أتفاقاتها مع الجمهورية للألتفاف على ما يسمى بالعقوبات الأمريكية . أتفاقات ستكون تأريخية وستغير من سياسة الصبي ( المراهق سياسيا ) لا محالة . 
وبذات الليلة نفسها ، أعتلى المنصة السيد روحاني رئيس جمهورية أيران الأسلامية بتلك الهيبة وذاك الوقار الذي تربى عليه في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، داحضا جميع أطروحات ترامب الخبيثة التي حاول بها أيهام المؤتمرين الحاضرين . أحتدم الصراع الكلامي وأضحى للرائي ضحالة الدولة الأولى في العالم ، وكيف تصاغرت أمام هيبة رئيس الدولة الأسلامية التي لم تتوانى لحظة واحدة بدعم جميع مستضعفي العالم وأحرارها . سرعان ما تحركت ذيول ترامب الخفية في منطقة الشرق الأوسط لتغرق العملة النقدية الأيرانية بأصفار ما أنزل الله بها من سلطان . لقد ربح ترامب وذيوله جوله من جولات الحرب الأقتصادية ، لكنهم غفلوا عن اللاعب الأيراني ومايملكه من أوراق لم تظهر حتى هذا اللحظة . غفلوا عن صلابة خصمهم الذي تربى على شراسة عدوانهم المستمر منذ سقوط شرطي الخليج محمد رضا بهلوي . مما قرأنا في علم الأقتصاد أن أي أنهيار سريع لعملة بلد ما بلا تمهيد لا يعتبر أنتكاسة أبدية أقتصادية . سيحاول ترامب بكل قسوة الضغط على بعض دول العالم بعدم شراء النفط الأيراني ، لكن ضغطه سيتلاشى تدريجيا ويضمحل عندما تدرك تلك الدول أن سيد أمريكا ومراهقها المهووس يحاول نهارا جهارا الجلوس لطاولة مفاوضات تجمعه مع القادة الأيرانيين للخروج من الزجاجة التي زجه في عنقها ماسوني الكيان الغاصب نتياهو . ترامب سيعود القهقرى مخذولا بعدما رأى حلفائه من دول أوربا كيف يتعاملون مع الجمهورية الأسلامية وقادتها . بدأت بوادر أمل تلوح في أفق الأزمة العالمية التي بدأها ترامب ، والذي سينهيها المفاوض الأيراني بنجاح كعادته . 
دارت عجلة الأتفاقات الأوربية مع قادة أيران على عودة بعض الشركات للعمل في القطاعات المختلفة ، وتعالت صيحات الدول الراعية للأتفاق النووي وألتزام الجانب الأيراني فيها ممما أعطى جرعة أطمئنان لكثير من الشركات الأوربية التي كانت تعمل في أيران ، وبنفس الوقت الضوء الأخضر بالعودة السريعة الى ساحة العمل الأيراني . 
سيجتاز الأقتصاد الأيراني هذه المحنة كما أجتازها في محن سابقة من على يد أعداء أيران الأسلام والثورة ... صبرا آل فارس أن النصر سيصنعه قادتكم . 
وأن غدا لناظره لقريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك