المقالات

جدلية رئاسة الوزراء في العراق

2556 2018-09-17

 ضياء المحسن
يبدو أن جدلية منصب رئاسة الوزارة في الدولة العراقية لا تزال محكومة بالمحاصصة والحزبية، بغض النظر عن كونها ذات فائدة للدولة العراقية أم لا، فجميع الكتل السياسية بدون إستثناء لا تود أن تكون في المعارضة، لأنها سوف تحرم نفسها من المكاسب التي تجنيها لو كانت في الحكومة، فهي تشارك في الحكومة؛ لكنها أيضا تقوم بدور المعارض لعمل الحكومة!
لكن لماذا هذه الإشكالية المعقدة فيما يتعلق بمنصب رئاسة الوزارة في العراق؟ هل لأنه منصب تنفيذي أعلى يتحكم بمقاليد السلطة كلها؟ أم لأن المنصب بحد ذاته يمنح من يتقلده هيبة وحظوة لدى من حوله؟
قد نكون نجانب الحقيقة اذا قلنا أن ما سقناه من أسئلة ليس له أهمية، لكن الأهم من ذلك هو ما نقوله بعد قليل.
معلوم أن إدارة الدولة تحتاج الى أدوات لتحريكها، من هذه الأدوات وجود إقتصاد قوي، قوة هذا الاقتصاد متأتية من تنوعه، وفي حالة العراق نجد غياب التنوع فيه، حيث الإعتماد الكلي على الإيرادات النفطية، والتي تخضع لتقلبات ليس بمقدور العراق التحكم بها، لأنها عوامل خارجة عن إرادته (السوق والمعروض السلعي من النفط من قبل الدول المنتجة)، ولكي يكون رئيس الوزراء قويا يجب أن يغادر في برنامجه الحكومي عقلية الدولة الريعية، وهذا الأمر يجعله يصطدم بالقوى السياسية التي جاءت به الى سدة الوزارة.
كثير من الأشخاص ينتقدون الدستور العراقي بسبب الثغرات الموجودة فيه، منها الفيدرالية والأقاليم، ولكي يكون رئيس الوزارء القادم قوي، يجب أن يعمل على تعزيز النظام البرلماني اللامركزي والفيدرالي، بالإضافة الى ضرورة سَن عدد من القوانين المعطلة منذ الدورة الأولى، منها قانون الخدمة العامة، وقانون النفط والغاز، بالإضافة الى وجود عدد غير قليل من الوزارات العاملة بدون وجود قانون ينظم عملها.
لقد كان التدخل غير المبرر من قبل أعضاء السلطة التنفيذية يظهر بصورة واضحة لدى المتابع للشأن العراقي، بما يجعل عمل السلطة التنفيذية تحت رحمة السلطة التشريعية، التي تتخذ من عملية الإستجواب لمن لا يستجيب لرغبات النواب الى عمليات تسقيط، لأن الأصل في عملية الإستجواب هو معرفة الحقيقة وتحديد الخلل في عمل الحكومة وتقويم المسؤول التنفيذي، لأن العمل التشريعي والتنفيذي عمل متكامل، لكن في العراق أصبح العمل التشريعي شبيه بالمحاكمات.
لكي يكون رئيس الوزراء قويا، يجب عليه تفعيل القانون، الذي بقوم بخرقه من المفروض به أن يطبقه، ونقصد به رجل المرور والشرطي وكثير من منفذي القانون، ما يحكمن اليوم هو القانون العشائري، فبمجرد وقوع مشادة بين أحد الأشخاص، تجده يستنجد بعشيرته التي تكون مسلحة بأعقد أنواع الأسلحة، وتحصل معركة لن ترى لها شبيه، إلا في المعارك التي تحصل بين الجيوش المدربة.
هناك علاقات العراق بين دول العالم المختلفة (الإقليمية والدولية) فكثير من الكتل السياسية لديها علاقات مع دول على حساب أخرى (بحسب الأيديولوجية التي تحكم هذه الكتلة أو تلك) وهنا ترى مواقف هذه الكتل تعتمد على موقف الدول التي تتبعها، بغض النظر عن المصلحة العامة للدولة العراقية، ما يعني تبعية هذه الكتل الى الخارج، ورئيس الوزراء بما أنه رئيس للعراق ككل يجب عليه أن يبحث عن مصلحة العراق أولا، الأمر الذي لن توافق عليه الكتل السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك