المقالات

اين الخلل؟!

1869 2018-09-13

مجيد الكفائي

الكثير من العراقيين يتسألون أين الخلل الذي تسبب في تأخير تطور العراق ونموه واستقراره لعقود من الزمن هل هو في نوع نظام الحكم؟ ام هو في الحكام انفسهم الذين تعاقبوا على حكم العراق خلال قرن من الزمن ام هو سبب اخرخارج عن الارادة البشرية, وهو سؤال منطقي ومقبول ولا يؤاخذ عليه احد. 
فقد جرب العراقيون منذ عام 1920 وحتى الان عدة انظمة سياسية, كالنظام الملكي والرئاسي والبرلماني الا ان حالهم في كل تلك السنوات وتحت ظل كل نظام سياسي لم يتغير.
فالويلات والمآسي التي مرت بالعراق وشعبه لاتنسى ولا تزال مرارتها تحت لسان كل عراقي وظل المواطن العراقي على مدى تلك العقود من الزمن وفي كل العهود الملكية والجمهورية فقيرا رغم امتلاك العراق لثروات نفطية هائلة وقدرات بشرية متميزة وظل مستعبدا مسلوب الحرية والارادة رغم تطور الزمن وتمتع شعوب العالم الثالث بشيء من الحرية وقيام انظمة ديموقراطية في هذا العالم, وظل العراق بفضل انظمته السياسية المختلفة والمتغيرة يعاني من من الموت والالم ويخوض الحروب حربا بعد اخرى رغم استهجان الشعوب والدول للحروب واستغناء حتى الدول الاستعمارية عن تلك السياسات الحروبية بعد الحرب العالمية الثانية وجنوحها للسلام واعتماد الاقتصاد كأداة للتأثير في معادلة القوة والتحكم بمصير العالم, وظل العراق متخلفا عن غيره رغم التطور العلمي والتكنلوجي الكبير الذي حصل في العالم وسبقت العراق دول كانت في اخر قائمة التخلف يوم كان العراق في مقدمة قائمة الدول التي يتوقع لها ان تكون من الدول المتقدمة لما يملكه من موارد نفطية ومعدنية وبشرية هائلة,وتفوقت دول وعواصم ولدت في السبعينيات على العراق وبغداد عاصمة الحضارة لألاف السنين وشَيَدتْ الأبراج والطرق السريعة والمترو والجسور والمدن السياحية وتنعمَّ شعبها بالخير والرفاهية والاستقرار والنِعَم الكثيرة وظلت بغداد ومدن العراق اطلال مدن وخربات يبكي عليها الرائح والغادي حزنا على بلد الحضارة ومصدر الاشعاع الفكري والعلمي والادبي لألاف السنين .
لقد تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيسة كدولة ولحد الان انظمة سياسية متعددة ومتنوعة لم تستطع تطوير العراق او بنائه اورفع مستوى المعيشة لشعبه او تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية اوحماية شعبه من الموت والدمار اوحماية خارطته من التفتيت والتمزق والانهيار ولم تحافظ على هيبة العراق واسمه الكبير وتاريخه العريق لذلك لابد للعراقيين وبعد مايقارب قرن من الزمن التفكير بجدية في السبب الذي دمر العراق هل هو في نوع نظام الحكم ام هو في الطبقة الساسية الحاكمة فان كان في طبيعة نوع نظام الحكم فعليهم اختيار النظام الاصلح للتطبيق في العراق والعمل من اجل تحقيقه كي يتخلص العراق من كل علله الناجمة عن تطبيق انظمة حكم غير صالحة وان كان السبب في الطبقة السياسية فعليهم اختيار من يمثلهم بدقة بعيدا عن التحزب والطائفية والمذهبية ونبذ اي كتلة سياسية فاسدة او فاشلة في الانتخابات المقبلة والتي سيكون الكلام الفصل فيها له اولا واخرا واختيارمن يصون العراق واهله ويعيد بنائه ويحفظ ارضه وشعبه من الدمار والموت وعليه ان يحذر من استغلال السياسين للدين والطائفة والمذهب والتي استخدموها في كل الدورات الانتخابية السابقة بغرض كسب صوته ثم بيعه بارخص الاثمان.
ان اعادة هيبة العراق التي فُقِدَتْ مرهون بالعراقيين انفسهم فاما الاختيار الصحيح لمن يحكمهم ويمثلهم اوالرضا بالفاشلين والفاسدين والسراق واعادة انتخابهم من جديد والعيش الى الابد في ظل الموت والدمار وظنك العيش فالانظمة السياسية برجالها وليس بشكلها او نوعها.

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك