المقالات

سرقوا لهم الطفولة ... وجعلوهم رجالاً اشداء ...

2480 2018-09-05

زيد الحسن 
من ابرز علامات التحضر لدى البلدان جانب الاهتمام بالطفولة ، وتهيئة المناخ المناسب لهذه البراعم ليشتد لها العود ، وتقود البلد بعد كهولها ، بل يتفننون في اساليب التهيئة هذه ، في المجالين الفكري والنفسي للطفل وادخال كل ماهو مبهج لحياته ، ليكون اجمل وافضل من الجيل الذي يسبقة ، متبعين القاعدة التي تقول ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر .
شباب ثورة العراق الان من هم ؟ 
ولما هذا الغضب الذي يعتلي لهم الصدور ؟
نواة شباب الثورة من جيل السبعينات والجيلين الذين بعده ، وهذه الاجيال تربت على الحرمان والحروب ، فتحت لها الاعين على استلام البعث العفلقي النظام ، وكانت بداية النظام تتسم بالقمعية والارهاب ،بل حتى الارهاب الفكري ، منعت عن هذه الاجيال كل اسباب التقدم والحضارة وكانه في سجن ، حتى الكتب كانت ممنوعة ان تدخل البلد ، والكتاب الذي يطبع في العراق يجب ان يكون ممجداً للبعث والنظام فقط ، والمضحك ان مناهج الدراسة تطبع في اولى صفحاتها صور الطاغية وبعض من خزعبلاته .
الان الشارع يغلي غليان البراكين حنقاً وغضباً ، من قبل الاجيال التي فرحت بسقوط سجانها الطاغية ، وهللت ورحبت ، بل حتى انها دعمت وساهمت مساهمة كبيرة في ترسيخ قاعدة من اتانا على انه منقذ ، ويعرف معنى الظلم والمعانات ، واذا بهم يسيرون ويسيرون العراق نحو هاوية مخيفة احرقت الاخضر واليابس ، وكل اهتمامهم في حصد الثروات والمكاسب الشخصية ،لهم ولعوائلهم ، اقبلوا علينا جياع عراة حفاة ، والان هم اكابر القوم واثرياءه ، معتقدين ان الشعب سيبقى ابدا الابدين غاضاً للطرف عنهم .
في كل يوم يمضي تذهب معه فرصة ثمينة من فرص انقاذ العراق ، كلما تقدم الزمن زادت فجوة البعد بين الشعب والسياسي اتساعاً ، والحمقى يعون الامر ويعرفونه ، ويتصرفون وكأنهم انبياء ورسل منزلة من السماء اسمائهم . قفوا انظروا من في الشارع الان ؟ هم رجالا بكل ماتحمله الكلمة من معنى للرجولة ، حرمانهم وكبح طفولتهم احالهم الى رجال اشداء ، تعلموا الصبر والحلم من ايمانهم بالله ورسوله ،كان صبرهم معقود بناصية ايمانهم بقضاء الله وعدله ، لم يثورو من اجل اطماع دنيوية او مال وجاه ، لقد ثاروا من اجل الكرامة والعز والشموخ ، ولن يقفوا ابداً حتى يصلوا الى ابواب الخضراء ، ويكتبوا على بوابتها بعرق جباههم ودمائهم ( العراق باقِ وانتم ماضون ) ، وسيبارك الله لهم كل خطوة يخطونها نحوا تحقيق اهدافهم المشروعة عرفاً وقانونا .
فأين المفر من هولاء الذين تحسبونهم اطفالا جياع ، بلا وظيفة ولا مال ؟ 
عليكم ان تخشوهم فهم رجال العراق وقادته الان ، وغداً تتضح امامكم البصيرة ، لكن بعد فوات الآوان . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك