المقالات

بؤرة صراع القرن الحادي والعشرين

1732 2018-09-03

مهنــــد ال كزار

كثير ما كانت محاولات الوحدة هي الغالبة في المنطقة, والتي كانت هي عمود الدعوات السياسية في تاريخ الانظمة القائمة في الشرق الاوسط, منذ بدايات القرن الثامن الميلادي, فقد تميزت جغرافية هذه المنطقة بتنوعها الديني والطائفي, والذي جعل منها منطقة تنوع تم أستغلالة سياسياً لتدخل في فوضى الدماء والطائفية .

بعد سقوط نظام الشاه في أيران, أنقلبت كل المعادلات السياسية, بتغطية دينية, وقسمت المنطقة الى معسكرين, الاول سني وهابي بقيادة المملكة العربية السعودية, والثاني شيعي بقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية, لتكون شعوب الدول العربية هي المتهم الاول بأي حراك على أرض الواقع, ووقود المواجهة تحت حكم الانظمة السياسية العربية, التي ينفصل بعضها عن التاريخ والبعض الاخر تائه في دوامة الماضي.

المواجهات التي تخاض في المنطقة هي بأسم الاختلافات العقائدية والمذهبية, وهي مواجهة مشتعلة اليوم وغير قابلة للانطفاء في الزمن القريب, لان أي تحرك يقوم بة الشيعة في بلدانهم العربية، سواء في اليمن او السعودية اوالبحرين، اوالكويت اولبنان اوالعراق, يعتبر خروجاً على ما يعرف بالشرعية التي هي غير شرعية في أصلها وتكوينها, وكل هذا نابع من التشوهات، التي يعاني منها النسيج الوطني، في أنظمة دول المنطقة .

الحرب التي تقودها كل من السعودية وحلفائها، ضد الحوثيين في اليمن تحت مايسمى بـ"عاصفة الحزم", ماهي الا بداية للحرب المذهبية العلنية، التي كانت تدار من خلف الستار في السابق, ضد الشيعة في جميع الدول العربية, نتيجة الحقد الدفين، الذي يتحكم بعقول المسيطرين في المنطقة العربية، الصراعات التي تهز المنطقة اليوم، ليست بين الديمقراطية والدكتاتورية كما يظن البعض!

الديمقراطية تعني حكم الشعب بنفسة ولصالحة, في حين أن الديمقراطية المعمول بها في أغلب دول المنطقة، أختزلت اليوم بفكرة العدد والاقلية, لان العقول التقليدية التي تحكم العرب، لا تعمل ولا تصلح للعمل بأبجديات النظام الديمقراطي, الذي يفترض أن يمثل مصالح الشعوب وحقوقهم المشروعة .

هذا يعني أن الصراعات القائمة، هي صراعات عرقية وطائفية بحته, هدفها تقويض الشعور الاصلاحي المتنامي في المنطقة، من أجل الحفاظ على الاوضاع القائمة, تحت أنظار ومتابعة الولايات المتحدة الاميركية، التي هدفها ابقاء هذه الدول مصدرة للمواد الاولية فقط, ومتناحرة دينياً, من أجل الحفاظ على مصالحها أولاً وأمن ووحدة أسرائيل ثانياً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك