المقالات

لعبة الساسة والسفارة !

1435 2018-09-03

سجاد العسكري

ان بيضة القبان التي طالما اشنفوا الساسة بتصريحاتهم اذاننا , والتي سمعناها في مشاهد سابقة ؛لكن في هذه الدورة الانتخابية اختفى هذا المصطلح , والذي يظهر بان القبان هذه الدورة لم يبض , واكتفى بالسكوت ؛ليظهر لنا مصطلح جديد غير معلن عنه , والذي اصبح هو قبلة مجموعة من الساسة الراغبين بالمناصب ,او اي مكسب يدر عليه مايسد رمق حماياته ومصاريفه, ورفاهيته , وسفراته ...!! والمصطلح المقصود هو (السفارة الامريكية )وسفيرها ؟! الذي يعاني من (عيش اللحظة) وهو نفس مايعانيه رئيسه ترامب..., فالسفارة مقبلة على استقطاب وفرض ساسة قد يكون لهم وزن ما , في ما يدور من تشكيل الحكومة المرتقبة , وخصوصا مع تحرك السفير على القوى السياسية ؛ لتحريك ولحلحة الوضع المتصلب , ودفع الكتل الى وضع سياسي ما ؟!! وعلى مايبدو ان اللعبة المقبلة تم تصميمها , واختيار اللاعبين بدقة عالية , وتوفير الوسائل التي تتحرك اللعبة بواسطتها ؛ لكن هنالك لاعبين من الساسة وهؤلاء موجودين , ودورهم محدد ! وفي المقابل والمهم اللاعبين الفاعليين والانتباه (الفاعـ لـ ييـ ن) , وقد يكونوا لم يوجدوا بعد , فمتى يظهروا ؟ فالفاعليين يظهر دورهم عند بداء اللعبة ؛ فاللعبة هي التي ستقرر من هو اللاعب الفاعل ..., وعندها سنلاحظ تنظيم اللاعبين وفق برمجة سياسية , قد نتصور انهم شركاء او خصم ؛ لكن في الحقيقة (الشركاء والخصم) هم لاعبيين السفارة , وهدفهم السلطة والقرار المناسب!! وهؤلاء لايصلون للسلطة والقرار الا عبر نقلات نوعية يشعر بها الاخرون طبيعية , وقد يخسرون او يربحون الجولة , حسب وعي الساسة , وليس اي ساسة , بل المتابعين للاوضاع بكل جوانبه, وعند ملاحظتنا لأحداث غير متناسقة , استيراتيجيات مختلفة سياسية , مجتمعية , حكومية , دور السفارة اكبر من المعتاد , وساسة مع هذا لشخصه , ومع ذاك لمشروعه , ومع هذا وذاك لمصلحته ,...سنعرف حينها بأن اللعبة بداءت؟!! وعلى الطرف الاخر ان يهيئ مستلزمات المواجهة بشكل ناعم , متناسق , ويسبق الاحداث التي يتوقع وقوعها , او يقلل من صدمة وقوعها في اسوء الاحوال ؛ فالسفارة تسعى الى فرض تكتيك يناغم الاغلبية السياسية البسيطة , وكذلك المجتمعية , وستبقى سطوة الارهاب البديل لكل تكتيك فاشل ؟!! وهدفه استنزاف , تنازلات , قيود اكثر , وبالتالي الحفاظ على زعامة السفارة ؟! على الجميع ان يعي خطورة المرحلة , والانعطافة التاريخية المقبلة , ونحن امام طريقين اما الوقوع في الفخ , او تجاوز الانعطافة باقل الخسائر ؛ والسبب وقوف رواد السفارة , واللاعبين الفاعلين , وكذلك افراز هذه الانعطافة طبقة اخرى من السذج!! مع اجندة السفير والسفارة ,التي باتت واضحة ولايمكن اخفائها , وتحت ذريعة الطبقة السياسية فشلت في ادارة الدولة بشكل جيد ,وهذا ما يجرها الى ايجاد تنسيق وتكتل سياسي يبدو بعيدا عن التخندقات المعتادة , وهدفه تفتيت الاغلبية المتضررة !! والاغلبية وللاسف في معسكرين متناقضين , فعلى الاغلبية ان تخرج بخطاب موحد (وهو مايبدو صعب حاليا),ليس من اجل الاستحواذ على السلطة لا, بل من اجل جمهورهم ومحافظاتهم التي كانت وقود لكل مواجهة او صراع, بالاضافة كونهم سبب تربعكم على مقاعد البرلمان, فالقول والفعل وتجسيدها الى مشروع عمل تحجم من دور ماتسعى له القوى عبر السفارة ؛بالاضافة الحاجة الى محورية القيادة والقائد للمواجهة الصحيحة ,وهي مع الاسف غير متوفرة في اغلب السياسيين ؛لكنها موجودة وتحتاج ان نتخلى عن الاطماع والمكاسب, ونتحلى بشجاعة ونقف خلفها؟!! وسوف اذكر ان نهاية اللعبة الخروج باعتقاد ان النظام الجديد التابع للسفارة هو المتوافق مع التطلعات على مايبدو في الظاهر, ومشروعيته يكتسبها من الاحداث التي تفرض في اللعبة , والخاسر الاكبر الاغلبية المنقسمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك