المقالات

القرآن الكريم ومتسولون في السنغال والعراق!

2156 2018-09-01

أمل الياسري

جميع العراقيين يتذكرون الحملة الإيمانية، التي قام بها النظام المقبور، ليس لحفظ القرآن الكريم، وتدارس معانيه، والتمعن في مقاصده وبواطنه، وإنما لإيصال صورة مزيفة للعالم، بأن هذا النظام الدموي، يهتم بإعداد جيل مؤمن بالخالق عز وجل، رغم أنه كان معروفاً بأهدافه، في الوحدة فلا أحد في الحياة سوى القائد الضرورة، والحرية فيما يفعله بالعراقيين، أينما كانوا في جنوبهم المحروم، والإشتراكية بحتمية ملكية الحزب الواحد، في كل مقدرات الشعب المظلوم، فأين القرآن من هذه الأهداف المجنونة؟

تم تخصيص 20 مليون دولار، لمشروع تحديث مناهج القرآن الكريم، في جمهورية السنغال الإفريقية، وتعليم الأطفال المتسولين، والمشردين، وإنشاء 64 مدرسة قرآنية لهم، وسيتم ضمن المشروع، إيواء هؤلاء الأطفال في مساكن داخلية، لحمايتهم من التيارات المنحرفة، كما إن المراقبة والمتابعة، من قبل الفرق الجوالة مستمرة، الى عام 2018 وبلوغ الأطفال السن القانوني، وبذلك سيسهم في إعداد جيل ملتزم، معتدل بعيد عن العوز، فكيف ستكون ثمار المشروع قياساً، لما يحدث لأطفال الشوارع، في عراق التهجير والتفجير؟

الأعراف الظالمة، والتقاليد الممسوخة من الجاهلية، والحرمان، والجهل، والحروب، والصراعات الطائفية والعرقية، ومجازر الإبادة الجماعية في العالم، خلفت كثيراً من المعوزين، والفقراء والمساكين، والأيتام، والثكالى، وجعلتهم يمارسون مهنة التسول، لتوفير أبسط متطلبات العيش، لمن بقي على قيد الحياة من أهله، ولكن هل فكرت الحكومات الفاشلة، المتعاقبة منذ عام ،2003 بتنفيذ مثل هذه المشاريع، التي توفر السكن، والحماية الاجتماعية، والإقتصادية، والدينية، لإنقاذ أطفالنا، فما ذنب مَنْ لا ذنب له، سوى أنه ولد على أرض العراق الجريح؟

بين الدواعش التتر، والساسة الغجر، ثمة فراشات تتراقص تحت أشعة الشمس اللاهبة، لتستجدي خبز الحياة، من التسول، أو بيع الماء، والمناديل، والأقراص الليزرية، والألعاب، دون أن يشعروا بالحياة، على أن مشاريع بمبلغ العشرين مليون دولار في العراق، ستصرف على خطة أمطار طارئة قد لن تنزل، أو صفقة شراء أكياس نفايات، من النوع المعاد لتوزيعها على الناس مستبشرين! آما كان الأجدر بالحكومة، أن تعهد هذه المبالغ لإصلاح مناهجنا الدينية جذرياً، ثم أين الاهتمام بمستقبل أولادنا، الذين نالهم الإرهاب؟

لا توجد مقارنة بين مَنْ يتكلم العربية، ويقطن أرض لغة الضاد، وبين مَنْ وصلهم الدين الإسلامي متأخراً، فهم يهتمون بصرف ملايين الدولارات، لأجل تحديث مدارسهم القرآنية، للعمل بما أنزل في الكتاب الكريم، من وصايا وواجبات تجاه الأيتام، والفقراء، والمحتاجين وكانت قيمة النتائج كبيرة، ومضمونة وعلى المدى البعيد، بفعل صدق النوايا، والنزاهة، وحسن التصرف بأموال الدولة، في مشاريع تهيأ الأجيال، لفكر بنّاء، ووطن آمن بعيد عن العنف، والتطرف، فأين هي مشاريع وزارة العمل، ووزارة التربية والتعليم؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك