المقالات

أين يكمن سر خلود الرجال؟!

2272 2018-08-28

أمل الياسري
دهاليز مظلمة، وزمان مخيف، وأدوات أموية فتاكة، وبطش يزيدي كافر، والحق بات بسعر الدينار، والمقايضة تمت بالكذب، والوضع، والإنتحال في حديث، أو قول، أو شعيرة، لكن الرجال المجنحين بالثورة والعقيدة، زحفوا صوب مملكة الشهادة، وكشفوا زيف العدو وقبحه وبعده عن الدين، على أن الفجار وما إرتكبوه بحق الأبرار، يدور في محور واحد وهو القضية الحسينية، إنها ملحمة الأجيال، ومصدر إلهام الكرامة، ومن هنا يبدأ سر الخلود، فالصور الإسطورية المخبوءة ومشاهد السمو، ستجدونها حتماً في كربلاء!
كتاب حسني معاند، لا يفتح أوراقه أمام الطغيان والإستكبار، لأنه يدرك جيداً أن اللعبة، أبعد من إستنزاف للثروة وإحتلال للأرض، إنما السر يكمن في القضاء على إسلام على وفاطمة (عليهما السلام)، فالقضية الفاطمية وظلاماتها أخذت كثيراً، من فكر الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، مؤكداً على أن المرأة العراقية عانت ما عانت، أيام النظام البعثي الطاغوتي، ولها دور كبير في تبليغ الرسالات وإتمام المهمات، لذا فمن حقنا أن نفتخر بهويتنا الفاطمية وحفيدها الحكيم!
يكمن سر خلود الرجال من أبناء الحكيم، أنهم ولدوا في حجور طُهرت، وطابت منابعها، وعَذُبت مناهلها، ولكي نبصر شيئاً كما ينبغي فلن نحدق إليه، بل نسلط أعيننا فوقه، وتحته، وحوله، وسنلاحظ الأثر العميق، لهذه الكوكبة من الشهداء على الوجود الإنساني، فبقدر تأثيرهم كان معسكر القمع والرذيلة، يصادر حياة معسكر الحرية والفضيلة، ظناً منه بأن حياة هؤلاء الجهابذة ستنتهي، ولا يدرك أن حياتهم تبدأ بعد رحيلهم، وهذا أحد أسرار الخلود لديهم، فما يتركونه فكر نابض بالشموخ! 
هناك مغفلون في عالم السياسة، توهموا بأن العراق لن يعمل بطاقته، إذا دمروه مرة واحدة، ولم يجدوا قوة ضاربة لمخططاتهم، ومؤثرة في الجماهير، سوى رمز المعارضة العراقية، ذات التأريخ الجهادي المشرف المتمثلة بالسيد محمد باقر الحكيم، الذي ذكرت عقيلته الطاهرة مرة، أنه كان كلما يذهب للحج يتعلق بأستار الكعبة، فيطلب الشهادة ويرسمها لنفسه، بقوله:(ربّ أرزقني الشهادة لأكون قطعة قطعة في سبيلك) فالحكيم (قدس سره) لا يرى الحياة مع الظالمين إلا برما، وما الموت إلا سعادة.
رجل مبدئي ملتزم يحسب بدقة، كل العناصر الواقعية التي تحيط بالبلد، لذلك عند قدومه طالب بأن يكون هناك نظام دولة، يحكمها دستور وقانون، يقرره الشعب العراقي، لنضمن الحقوق لمكونات العراق، لكن السيد محمد باقر الحكيم إختار الرحيل عنا، لأنه بات سعيداً بمنحة الباريء عز وجل، فذروة عطاء الله سبحانه للعبد هي الشهادة، التي تعني السعادة الأزلية، لذلك سنرتل عليه قوله تعالى:"ولسوف يعطيك ربك فترضى"، وبهذا الرحيل المقدس يكمن سر خلود شهيد المحراب ( طابت نفسه الزكية).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك