المقالات

وارادو به كيدا فجعلناهم الاخسرين ؟

2020 2018-08-26

سجاد العسكري
لقد كان ثمرة لأكثر من مدرسة اسلامية سياسية معاصرة , فهو ثمرة المرجعية العليا مرجعية الزعيم الراحل محسن الحكيم"قدس" , وهو العضد المفدى و الابن البار للشهيد محمد باقر الصدر"قدس" , والمجاهد الشجاع كما وصفه الامام الراحل الخميني "قدس", نعم عاش في ضل ابرز قيادات الحركة الاسلامية المعاصرة ؛فمنذ نعومة اظافره كانت المرجعية ترسله الى كربلاء لألقاء كلمة المرجعية في مواكب الطلبة الجامعيين , وارسل اخرى مكلف من قبل الشهيد الصدر لضبط الجماهير التي تريد احياء شعائر الاربعين, والتي واجهها النظام بالدبابات والسلاح , مما ادى الى اعتقاله والحكم عليه مؤبد , ثم خفف الحكم واطلق سراحه , وكان ديدنه عند زياراته يحرص على ان لا يبقى سجين فندق او قصر ضيافة الذي يحدد لأقامته من قبل حكومات تلك الدول , بل يباشر يوميا لزيارة المراكز الدينية والمساجد والحسينيات..., وكان الشهيد محمد باقر الحكيم يتعامل مع الجميع بروح الابوة وروح الاخوة , وكان يمتلك فكر موسوعي ويتابع دقائق الامور ويحللها من زوايا مختلفة ,وسعيه الحثيث لتوحيد الصف العراقي , وتقريب صفوف المسلمين , وكان محط احترام جميع القوى السياسية العراقية سواء كانت اسلامية , قومية , كردية...وقد ذكر ممن عاصر شهيد المحراب بأنه كان يتمتع بخصوصيات في عمله السياسي , واراد ترسيخ وتأسيس قضية الدفاع والتحرير والاستقلال , وقد اطلق عليها بـ(القضية العراقية ) وكان عمله وفق انقاذ العراق وعلى ثلاثة جوانب :
• الاول :الاستبداد السياسي.
• الثاني: التميز الطائفي , كواقع غير معلن واستعباد وابادة, وحرمان لطيف واسع من الشعب العراقي.
• الثالث: التميز القومي , فابادة الاكراد ,وامة عربية تسحق باقي القوميات الاخرى .
فـ(القضية العراقية ) التي عرف بها طوال حياته وفكره وجهاده الى شهادته ,حتى رفع شعار (الحرية , العدالة , الاستقلال)هي الشغل لكل تحركاته , بالرغم من عرقة من المخالفين والمنافقين لنهجه ,وحاولوا تضعيفه وتسقيطه , وتلفيق الاتهامات له , وتشويه صورته , بتقارير يملوئها الحقد ؛ ولكن واجههم باخلاق اهل البيت ع من تقديم الدعم لهم ولا يذكرهم الا بخير ؟! واعتقد ان شخصيات كانت تحمل حقد دفين لشهيد المحراب والمرجعية الدينية , فحملته عند سقوط الصنم 2003م معها الى العراق , فبكوا على سقوطه امثال العجوز الخرف , صاحب تسقيط المرجعية , وعدم تدخلها في الشأن السياسي , ويتخذ الكتابة اسلوبا لنشر الاكاذيب المظللة لراي العام العراقي ؛لكن مشروعهم حبط كما حبطت اعمالهم , ليكونوا على لسان الناس , ويتصفون باوصاف الكذب والخداع والفساد والسرقات..واصبحت مثالبهم تضرب الامثال لكل ماهو فاسد , وكانوا مصداقا لقوله تعالى (وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرون) ؟! فاين الثرى من الثريا؟! فالبعث يساوم شهيد المحراب اما ان نعدم اخوتك واسرتك ,او توقف نشاطك ضد صدام والنظام , فكان بين خياران لا ثالث لهما , اما ان يوقف عمله السياسي او تعدم اسرته ؟! فصدح صوته وبلا تردد وما ال الحكيم الا من الشعب العراقي, وعموم الشعب القابع في الظلم والتعذيب والاعدام من له ؟!! فمن انت ايها العجوز الهرم الخرف الذي سائت عاقبتك ؛ لكن شهيد المحراب ما ان وطاءت اقدامه ارض العراق بدء من البصرة مرورا بالناصرية والسماوة والديوانية ثم الى النجف الاشرف , وبعد زيارته الى المراجع خرج الى الصحن الحيدري الشريف ليخطب في الجماهير رافعا شعار (اقبل يد المراجع العظام واحدا واحدا) ؟! وهو المجتهد السياسي الحدق , ولم يطالب بثأر او رئاسة او منصب ؛ ليفزع الحاقدين والمنافقين ومن على شاكلتهم من هذا الشعار الذي يؤسس لهدم مصالحم ومطامعهم في الاستحواذ على السلطة ,واليوم ونحن نعيش مأساة فسادكم وسوء ادارتكم للدولة , لتتضح عمق رؤية شهيد المحراب , وكذلك انصار هذا الخط الجهادي المرجعي ,هم جنود المرجعية حقا عندما لبو ندائها للجهاد ,عند تعرض العراق واهله للخطر , فسيبقى خط العلماء والشهداء وشهيد المحراب والمرجعية شوكة في عيون الطامعين والمنافقين 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك