المقالات

المنظمومة الإجتماعية في خطر/2 أخطر مراحل الشيطنة....

2312 2018-08-25

أمل الياسري
لا يختلف إثنان على أن المشاكل الإجتماعية، كلنا مسؤولون عنها وآثارها مدمرة للجميع، وحينما لا نصحح، ولا نصلح، ولا نوجه، فإن مراحل الشيطان ستتطور بمرور الزمن، وقد بات التوازن صعباً جداً بين العقلانية والعاطفية، فمعظمنا يركض خلف دنيا زائفة، حرقت الأخضر واليابس، وخرقت البصر والبصيرة، ولم يسأل أحد منا: لماذا كُثرت النقم وزالت النعم، ولمَ تكالبت علينا محن الدهور، وضاقت الصدور؟ ثم أن عراقنا وريث الأنبياء، والأولياء، والأوصياء، والمراجع، ألا يكفي هذا للتفكر والتدبر بأخلاقنا؟ 
لم تشر المرجعية الدينية العليا في خطبتها الجمعة (12 ذي الحجة 1439 للهجرة، الموافق 24/آب 2018 للميلاد) الى إنهيار المنظومة الإجتماعية، إلا بعد أن إستشعرت مخاطر الوضع المزري، الذي وصل إليه المجتمع بعد (2003) ومراحل الإنحلال والإنحراف، الذي طال بعض عوائلنا، التي لم تعد للأسف تحترم حدودها المجتمعية، بل أطلقت العنان لملذاتها وغرقت في الجهل، وعلينا الوعي بأن الفكر المنحرف ما زال يحلم العودة، ليتغذى على عقولنا ويسعى للظهور بحلل جديدة، ومسميات مختلفة، وبملبس جديد.
مثل هذا الوضع يجب أن يقاس بحجمه وعمقه وبدون تهاون، حيث أننا في مراحل خطيرة متطورة جداً من الإنحراف، لأن العراق ومجتمعه الأصيل ليس ببعيد، أو بمعزل عن التأثر بإرتدادات الكثير من المتغيرات التي طرأت على المنطقة بعد عام (2003 )، وما تلاها وهذا يدل على تراجع فكري وإنساني كبيرين، لذا لجأت وتلجأ المرجعية العليا في خطبها الدينية وبإستمرار، الى الإشارة بأهمية حماية المنظومة الإجتماعية من مسميات العصرنة، والحداثة، والتحضر الدخيلة على قيم مجتمعنا الإسلامي الأصيل.
النسيج الإجتماعي يعطينا القوة والحصانة والمناعة لكي يبقى المجتمع متماسكاً، لكن التناقضات الإجتماعية التي نعاني منها في مجتمعنا، ناتجة من السياسات الخاطئة المتعمدة في عهود الدكتاتورية، والتي أساءت لمجتمعنا بكل مفاصله ومستوياته، وعزلته تماماً عن العالم وبين ليلة وضحاها، غرق العراق في بحر من التواصل والإنفتاح اللا محدود، حيث إنتشرت الأمراض النفسية والإجتماعية، والظواهر السلوكية الشاذة، والإدمان، وإرتفعت معدلات الطلاق وبشكل لا نظير له، مضافاً عليها الغزو الثقافي، وشيوع ثقافات خاطئة بعيدة عن تقاليدنا وإسلامنا.
الأعداء حولنا ما زالوا يبدعون في نشر بواعث التصدع الإجتماعي، وتغيير مفاهيم مجتمعنا، وزجه في أنفاق من الفوضى والظلام، والتفكيرالمنحرف خاصة بعد (2003)، والذي أفرز دوراً حاسماً في سلوكيات أبناء المجتمع العراقي عامة والشيعي خاصة، من خلال توجيهات المرجعية الدينية، التي ينظر لها كصمام أمان للشعب، وبوصلة تحرك أفعالهم وأقوالهم، فعمل الأعداء لإشغال فئات المجتمع بقضايا فارغة، تحت دعوى الإنفتاح والتفاعل، وتحديداً ما يتعلق بمواقع التواصل الإجتماعي وشروره وسلبياته، والتي تعد أخطر مراحل الشيطنة الحديثة. 
عملية التغيير الإجتماعي دائماً ما تكون بطيئة، لأنها مرهونة بالتغير العقائدي، وطريقة التفكير لتحتاج لوقت طويل يفوق عمر الإنسان العادي، فسعى الأنبياء والأئمة (صلواته تعالى عليهم أجمعين)، لتمتين البناء المجتمعي ومع ذلك وجدوا معارضة كبيرة، واليوم تتحدث المرجعية الدينية عن تصدع المنظومة الإجتماعية، وبات دورها واضحاً لتعميق الوازع الديني، وبالتالي فالجهد لن يكون محسوباً لجهة، على إن جميعنا مطالب بالتوجيه بدءاً من الحكومة والأسرة نفسها، فمن المفترض ألا تتجاهل الخطأ، بل عليهما معالجته لعدم تكراره مستقبلاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك