المقالات

"الطبقة" السياسية المتصدية وصناعة غد مظلم..!

2024 2018-08-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يفترض وبعد مضي 15 عاما على زوال النظام الصدامي، أن الدولة والحكومة والقوى السياسية، قد وضعت أسس العهد الجديد، وأننا قد بتنا في دولة مؤسسات رصينة.

السنوات الماضيات ليست مقطعا صغيرا من الزمن، فالرضيع في بدايتهن أصبح شابا اليوم، ويفترض بعد هذا الوقت الطويل، أن نكون منهمكين في معركة البناء والتقدم؛ الذي فاتنا منها كثير، وأن نكون جميعا بكل قوانا الحزبية والمجتمعية، عقولا وسواعد في خضم هذه المعركة.

لكن الإشارات والرسائل، التي خرجت من الحراك السياسي، الناجم عن الصراع الأنتخابي، تشي بأننا على الأرجح؛ سنتوغل في نوع مخيف، من الفصل بين الساسة والشعب.

الذي يحصل على أرض الواقع، هو تكريس الاحترافية السياسية المنشغلة بشؤون الدولة، كمفتاح لمنافع وامتيازات الطبقة السياسية المتصدية، والمجردة من روحها الشعبية الجهادية التلقائية.

سميناهم "طبقة" ولم نصفهم بوصف آخر، لأنهم فعلا باتوا "طبقة" بكل أبعادها، حتى وفقا للتوصيف الماركسي للطبقات، نشير هنا الى أن الحزب الماركسي اللينني في العراق، قد تحولت قياداته الى طبقة ثرية، ومن يريد التأكد؛ فليسأل عن من يمتلك فندق ميريديان، ويمتلك أيضا سلسلة فنادق فاخرة في بيروت!

لقد بات الشرخ كبيرا؛ بل أكبر من أن يرقعه مشهد سياسي مبتذل، هو المشهد الذي أنتجته الأنتخابات الماضية، بكل تداعياتها، ولن يفيد الحراك اللا مجدي الذي يجري حاليا، لأنه لن يكون بالإمكان إصلاح الحال؛ بإستخدام ما بأيدينا من أدوات سيئة.

نعني بالأدوات السيئة؛ الحزب الحاكم ومن تشاطأ معه من "الطبقة" السياسية، في الدولة بشقيها الظاهر والعميق، ولا بد من الإعتراف بأن تلك الأدوات، متخلفة جدا عن مواكبة إحتياجات الشعب، فضلا عن فسادها وعدم قدرتها، على مواجهة تحديات صناعة الغد.

ما تم تنفيذه عبر العملية السياسية المرهقة، للسنوات الخمسة عشر المنصرمة، قد أفضى الى ما وصلنا اليه من حال مرتبك جدا، فقد بتنا بين متآمر ومتظاهر، الأول هو الأدوات السيئة، التي تريد البقاء معتلية ظهور العراقيين الى أبد الآبدين، والثاني تيار لا يعرف من العمل السياسي غير صناعة الفوضى، التي بدونها لا يستطيع البقاء بالساحة السياسية.

في هذا الصدد فإن الشعب، لا يريد إسقاط النظام الذي إنتخبه، لكن الشعب لم ينتخب دولة إستحواذية؛ لا تهتم عناصرها به، بل تهتم برجالها فقط، كما لا يمكننا قط مواجهة المستقبل، بوضع سياسي مرتبك، كالوضع الذي تريد الجهة الموجهة للتظاهرات، أن تقودنا اليه.

للمتآمرين نقول أننا لسنا بحاجة لرجال همهم أنفسهم فقط، لا يتركون ليومنا ولا لمستقبلنا، إلا الفتات الذي يقضمه فسادهم.

وللفوضويين نقول: أن الشعب يريد وبشكل جدي؛ إصلاحا واعيا معقولا مسؤولا، ولا يريد شيء غير هذا، وليس أكثر منه؛ على الأقل في هذه المرحلة.

كلام قبل السلام: الشعب يريد السلة أولا، أما العنب فقد أجل قطافه حاليا..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك