المقالات

الآثار في العراق بين الإهمال والإستثمار.

3427 2018-08-19

رسل السراي

العراق بلد الحضارات والمواقع التأريخية والأثرية المهمة، فهذه الميزات التي يتمتع بها العراق، وينبغي أن تكون أولوية إهتمام حكوماته؛ العناية بالآثار والمدن التاريخية وتطويرها، فالمدن التأريخية، تعد من ضمن إقتصاد البلد وتطويره، ولا يمكن إستغفال عائدات السياحة الأثرية في العراق، فالعراق بلاد الرافدين، ومهد الحضارات الإنسانية الرائدة، وقد تعلمت الإنسانية من أرض سومر وأكد شتى الصناعات والعلوم والقوانين، كذلك عواصم البابليين والأشوريين ومدن الحضر والمناذرة.

كانت الكوفة وبغداد وسامراء وغيرها من المدن العراقية، مناراً للعالم والعواصم الإسلامية، والعناية بهذه الحضارة، ستدر دخلاً جيداً للبلاد، بعد إستثمارها وتهيئة الأماكن السياحية وإعمارها.

في المرحلة المقبلة، يجب أن يوفر العراق العناية والإهتمام الحقيقي للأماكن السياحية والتاريخية، كما هو الحال، لدى "أسبانيا وفرنسا على الصعيد العالمي، و مصر على الصعيد العربي"، كي نكون من الدول المستفيدة من أثارها وسياحتها، لأجل تحسين سُبل العيش الرغيد لكافة المواطنين، كذلك يجب توجيه الإعلام لتكثيف الدعاية لإستقطاب السياح، لزيارة العراق والإطلاع على المواقع السياحية والاثارية.

إن اعتماد الحكومات واقتصار الإقتصاد على النفط، الذي يتأثر بتقلبات أسعاره العالمية، سبباً لعدم النمو الإقتصادي؛ و وهنالك غياب للوعي السياحي والاثاري شبه التام، ولا يمكن التغاظي عن ما تم سرقته وتحطيمه من آثار في المتاحف العراقية في بغداد والموصل والناصرية وبابل، ونهب المواقع الاثارية بصورة مستمرة، وعدم قدرة الحكومات بحماية الأماكن التاريخية.

الجريمة الكبرى الثانية ، هي : تدمير وتفجير (داعش ) للآثار العديدة والمهمة، كمرقد النبي يونس، النمرود، الحضر والثيران المجنحة في متحف الموصل، والمحزن رؤية تهديم "منارة الحدباء" رمز مدينة نينوى القديمة، لذا سيكون على واجب الخبراء الاثاريين والمختصين، بالمواقع التاريخية والسياحية تنبيه الحكومة ومؤسساتها ذات العلاقة، بالعناية المستمرة والجادة بالمواقع السياحية، وبذل الجهود الكبيرة في سبيل ذلك .

علينا أن نعمل لإعادة بلادنا الى مكانته الطبيعية "الأول بالعالم"، بكثرة أماكنه التاريخية ومواقعه الاثارية، حيث لم نشهد اهتماما رسميا يوازي عظمة المدن التاريخية في بلادنا، كذلك يجب الإهتمام بالأدلاء السياحيون، والاثاريون في العراق، وأن يكونوا من خريجي قسم الآثار، ويجيدون اللغات عموماً وأن يتم تطوير مهارتهم في هذا المجال، وإدخالهم دورات تقيمها وزارة السياحة والآثار، لتعلم المفاهيم السياحية والاثارية.

أخيراً نؤكد على أهمية أن تهتم الحكومتين التنفيذية والتشريعية، بالسياحة العراقية، والعناية بها بالشكل الذي يجعلها اقتصاداً مهماً للبلد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك