المقالات

ديمقراطية الفوضى أم فوضى الديمقراطية!

1723 2018-08-18

 

يصر منظرو علم الإدارة ونظم الحكم، أن النظام الديمقراطي هو أفضل ما توصل إليه العقل الإنساني، كألية لإدارة الشأن العام، ويستدلون بالتجارب الديمقراطية الناجحة في أوربا وغيرها من دول العالم..فيما يرى أخرون أن الأنظمة الدينية هي الأفضل، مستندين لنموذج وحيد دام بضعة سنوات، وهو خلافة علي أبن أبي طالب، عليه وأله افضل الصلوات. 

كلا الرأيين لديه أدلة فكرية، تساند ما يذهب إليه من رأي.. ويهاجم أحدهما الأخر بإنتقادات شديدة ونماذج لتطبيقات فاشلة.. لكن من وجهة نظر من "يتفلسفون" فليس بالضرورة يمكن، تطبيق نظام نجح في مكان ما، ولمجتمع بعينه، وبزمان وظروف معينة، في مكان أخر.. يختلف بالمعطيات، زمانية كانت أو مكانية أو مجتمعية.. وحتى بعض من ذلك! 

ليس سهلا توصيف نظامنا الحالي، بأنه شكل من الديمقراطية، فهو أقرب للفوضى.. لكن من حيث الشكلية، هناك إنتخابات وأحزاب وعمل سياسي، وهذه كلها صور وتطبيقات للديمقراطية.. فهل ديمقراطيتنا فوضوية؟ أم نحن فوضويون ولا نصلح للديمقراطية ولا تصلح هي لنا؟! 

يرى بعض الباحثين في علوم السياسة، إننا لازلنا نحبوا بإتجاه الديمقراطية، ولم نصلها بعد.. وأننا كمجتمع نعاني من أمراض مزمنة؛ تتعلق بإختياراتنا الآنية منها والمستقبلية.. وإننا كمجتمع عربي لم ننضج لديمقراطية حقيقية متكاملة الأركان بعد.. فهل سنصلها يوما؟ 

يعتبرون كذلك أن ما نمر به، هو مخاض طبيعي للأمم، تمر به كثير منها، بطرق وظروف تختلف بإختلاف المعطيات والمجتمعات.. وأن حالة شبه الفوضى التي نعيشها، ليست متعلقة بأصل الديمقراطية كنظام، وإنما بطبيعة تطبيقنا لأليات هذا النظام.. وأن الفوضى حالة عابرة، إن نجحت الأمة في الإمساك زمام أمرها بيدها.. فهل سنفعل؟ 

هل بعد هذا يصح أن نقول، لما لا نعود للنظام الديني؟ الجواب سهل ومباشر.. فهل هناك نموذج كعلي ابن أبي طالب, أو يقاربه حتى؟! 

في الأقل من نراه خليفته, ويسير على طريقه حقيقة، هل سيقبل بالتصدي وتحمل المسؤولية؟ وإن قبل.. هل سنلتف حوله؟! 

أسالة محيرة, يصعب الإجابة عليها.. لكننا مطالبون على الأقل بأن نفكر فيها.. كأمة. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك