المقالات

خطوط..!

3009 2018-08-14

مجيد الكفائي
لم تقتصر الخطوط في حياة المواطن العراقي على خطوط الكف وخطوط الطول والعرض وخطوط السكك الحديدية وخطوط الهواتف، بل تعدتها لتشمل خطوطاً اخرى لم يعرفها غيره من البشر العاديين او الطبيعيين. وباعتبار ان العراقي ليس انسانا عاديا، فأن اول خط يعرفه مع اول ضياء في حياته هو خط الفقر الذي سيلازمه طوال حياته ويعيش في ظله سنين عمره، وان اختلفت السنين وتغيرت الانظمة والحكومات.
الفقر صديق الموطن العراقي الدائم في كل العهود، ملكية، جمهورية او ديموقراطية وفي كل المواسم صيفية، شتوية او انتخابية. فلولاه لن يعرف العراقي طعم المواسم على حقيقتها، فالشتاء بارد ويجب عليه ان ترتعد فرائصه من البرد في مسكن الفقر الذي يأويه، حيث لا كهرباء مستمرة ولا منتوجات نفطية رخيصة ومتوفرة ليستخدمها في تدفئة مسكنه الفقير ليذق طعم الشتاء الحقيقي. وفي الصيف عليه ان ينام ( اذا جاءه نوم في ظل درجة حرارة 50 مئوية) فوق السطوح "اذا كان لمنزله سطح" يحسب النجوم ويعد لدغات البعوض، مستخدما "مهفته" بين حين وآخر لتلطيف الجو الرومانسي الذي يعيشه ويتلذذ بصيفه المختلف عن صيف البشر. ولولاه (الفقر) لن يفوز الساسة العراقيون في موسم "الانتخابات" لانهم لن يجدوا من سياخذ بطانياتهم ومدافئهم ومراوحهم ومبرداتهم، ويقسم لهم اغلظ الايمان بانه وعائلته سينتخبهم رغم علمه انهم لم يغيروا شيئا ولن يغيروا شيئا في حياته، وان تردي الخدمات في كل القطاعات، التعليمية والصحية والخدمية وانقطاع التيار الكهربائي سيستمر سنينا ودهورا. ولولاه لن يخرج العراقيون في مظاهرة تأييد لفلان وقت شاء ومتى شاء وضد من شاء. ولولاه لن تستطيع بعض الدول التدخل في الشأن العراقي ولن تستطيع ان ترسم للعراق سياسته وحدوده وتحرك قادته في اي اتجاه ترغب. 
الفقر كان ولا زال صديقا للمواطن العراقي، ولن تنفك اواصر الصداقة بينهما مهما كثرت أبار النفط المكتشفة في العراق او ارتفعت نسبة انتاج النفط فيه الى ملايين البراميل يوميا، ومهما تضاعف سعر برميل النفط العراقي في سوق النفط العالمي، ومهما بلغت ميزانية الدولة العراقية من الترليونات من الدنانير وسيظل المواطن العراقي اسيرا للفقر وتحت ظله مادام هناك "سارق وفاسد وفاشل" ومادام هناك من يوظف الفقر لصالحه لانه يحتاج البقاء في السلطة الى فقراء ينتخبونه ويصفقون له ويعظمونه. 
ان 18.9 بالمائة من سكان العراق يعيشون تحت مستوى خط الفقر، حيث بلغ عدد سكان العراق الفقراء 6.4 مليون نسمة حسب تقرير المركز الوطني لحقوق الانسان الحكومي، وان النسبة قد تزداد الى اكثر من ذلك، اذا لم تتخذ الدولة خطوات عاجلة للقضاء على الفقر والغاء خط الفقر تماما من حياة المواطن العراقي.
ان تخفيف اثر الفقر في العراق يتطلب من الدولة حلولا جذرية لمشاكله المستعصية المتمثلة بالبطالة وقلة فرص العمل وانعدام الامن والفساد والمحسوبية التي تنخر في جسد الدولة العراقية، ولن يتغير وضع المواطن العراقي مادامت تلك المشاكل دون حل. وستزداد كل عام حتما نسبة الفقر والفقراء ويعيش تحت خط الفقر ملاين اخرين من العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ايمان علي المحمداوي
2020-07-19
احسنت الوصف فهذا واقع حال العراقيين .بوركت اناملك استاذ مجيد الكفائي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك