المقالات

متى الرحيل يا فاشل؟!

2139 2018-08-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

خـَـطـَـبَ قـُــسُّ بنُ ساعدةَ الإياديُّ بسوقِ عُــكاظٍ، فقالَ:

" أيها الناسُ، اسمعوا وعوا، مَنْ عاشَ ماتَ، ومَنْ ماتَ فاتَ  وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ. ليلٌ داجٍ، ونهارٌ ساجٍ ، وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ، ونجومٌ تـَــزْهَــرُوبحارٌ تـَـزْخـَـرُ، وجبالٌ مُـرْسَاةٌ، وأرْضٌ مُدْحاة، وأنهارٌ مُجْـراةٌ. إنّ في السماءِ لـَخبَرًا، وإنّ في الأرضِ لعِـبَـرًا. ما بالُ الناسِ يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تـُـرِكوا فناموا ؟!

يُقسِمُ قـُـسٌّ قسَمًا لا إثمَ فيه : إنّ للهِ دِينـًـا هو أرضى له ، وأفضلُ مِن دينِكم الذي أنتم عليه ، وإنكم لتأتون مِنَ الأمرِ مُنكرًا .

فات على السلطات الحاكمة؛ أثرُ المرجعية الدينية في قيادة المجتمع، وغابَ عنها أيضا؛ تخمين قدرة المرجعية، على توجيه الأحداث وضبطها، بنفس القدر الزماني المكاني؛ الذي حاول فيه الحزب الحاكم وبطائنه الفاسدة، تهميش هذا الدور العظيم، لأختلاف المناهج والرؤى، ولأعتقاد هذا الحزب؛ أن المرجعية يمكن أن تكون الحصان الذي يجر عربته، بعجلاتها المعوجة!

المرجعية الدينية؛ لا تحتاج الى أن تقول بالقلم العريض، أن الفئة الحاكمة ورجال الأحزاب الفاشلين، باتوا خارج نطاق الأصلاح، فالأصلاح ممكن مع الذين يرتجى منهم أمل، والمرجعية يأست من ذلك، وأعلنت يأسها مدويا عبر "بح صوتي"، وبدأت بعدها تؤشر الى البديل الصالح، عندما قالت أن "المجرب لا يجرب"، وأنتخبوا النزيه القوي الشجاع الأمين الكفء، وهي بذلك تريد أن تقول أن الحاكمين؛ لا ينطبق عليهم هذا المعيار، وأنهم فارقوا الصلاح منذ أمد بعيد..!

لكن أما لقلة الوعي السياسي، أو لشوشرة الفئة الحاكمة؛ وقدرة حزبها على أستثمار التاريخ والجغرافيا والسوسيولوجيا، بمهارة الشطار والعيارين، أعيد أنتاج المشهد السياسي بتفاصيله السيئة، رغم أنف منطق الأشياء ومجريات الحق والحقيقة.

في هذه التظاهرات شهدنا قبل أسبوعين؛ خروج طلبة العلوم الدينية الحوزويون في البصرة، وكلهم من أتباع مرجعية السيد السيستاني، بتظاهرة يدعمون فيها مطالب المتظاهرين، ومرت التظاهرة على الأغبياء الحاكمين دون أن يفهموا الرسالة.

كانت الرسالة واضحة جدا ولا لبس فيها..أننا معكم أيها المظلومين، ولكن السلطات والمندسين في التظاهرات، من بعثيين وعملاء مأجورين، حاولوا التغطية على ما تريده المرجعية، لأنه يخالف ما يخططون له.

في 27/7/ 2018، أعلنت المرجعية تبنيها الكامل لمطالب المتظاهرين، وإعلانها قدرتها على توجيه التظاهرات الوجهة التي تريد، حينما قالت أن المتظاهرين سيطورون أساليبهم، إذا لم تستجب السلطات لمطالبهم، وطرحت أيضا الحل الناجز بلا مواربة!

الحل هو أن تأتون برئيس وزراء "قوي"، يستطيع أن يخدم العراق والعراقيين، وهي أشارة الى ان الموجود حاليا لا يتصف بهذه الصفة، وأن تشكلوا حكومة يقودها رجال بمعايير دقيقة، وهي أشارة الى أن الموجودين "شلع قلع" لا تنطبق عليهم هذه المعايير، وأن يجري إصلاح القانون الأنتخابي القائم، وتعيين مفوضية أنتخابات مستقلة حقيقية، وهي أشارة واضحة الى عدم شرعية القانون القائم، والأيادي التي تنفذه، وأن يقوم ديوان الرقابة المالية بمراجعة الموازنات السابقة عاجلا، وهي أشارة الى أن الذين حكمونا لا يمكن أن يفلتوا من المحاسبة، وأن عليهم دفع الفواتير..

كلام قبل السلام: نتسائل هنا؛ لماذا تم سحب يد وزير الكهرباء وحده؟ و؛ أو لماذا وقف حزب السلطة معه؛ عندما تم أستجوابه في مجلس النواب، وماذا عن وزير التربية ووزيرة الأسكان والأعمار، ووزير التجارة؟!..ها هل كانوا ناجحين؟! ثم ماذا عن النقل ووزير الموارد المائية، وبقية شلة الفشل التي حكمتنا أربع سنوات، هي أحلك سنوات مرت علينا

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم الخطيب
2018-08-05
قراءة حصيفة ومقاربة لطيفة لتوجيهات المرجعية من خلال التصريحات والتلميحات التي أبدتها لتقويم الإعوجاج في المنظومة الإدارية والسياسية في البلاد، وتقييم دقيق وواقعي لضعف الإداء وتخبط القرار السياسي لحكومة العبادي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك