المقالات

متى يتحرك الجمهور المتدين:

2694 2018-08-04

حيدر السراي

اذا كان المؤمنون قد صبروا لاكثر من خمسة عشر عاما فذلك لان مرجعيتهم الدينية كان لديها خيارات غير الاحتجاجات السلمية والضغط الجماهيري ، اما وقد بح الصوت واصبح الغضب محمودا فلابد للمشهد ان يتغير، ومن المؤكد ان طوفان الجمهور المتدين قادر على قلب الطاولة وتحطيم امبراطوريات الفساد التي اسست على انقاض حكم كبير الفاسدين المجرم صدام 
يقال ان الطاقة الروحية هي من تحرك هذا الشعب وانه مهما بلغت الصنمية مبلغها فان المرجعية الدينية تبقى المؤثر الاكبر في تحريك الشارع ، ويراهن العبادي وحكومته وقادة الظل على دخول فصل الخريف وانخفاض درجات الحرارة ليخف مستوى الاحتجاجات .لكنني اعتقد العكس تماما فهذه المرة لن تسلم الجرة كما في كل مرة ، والمرجعية لا تتعامل بردود الافعال بل وفق خطة منهجية مدروسة تنتقل بالجمهور من مستوى الى مستوى اعلى ، ولو كنت مكان العبادي لما ضيعت ثانية واحدة في التسويف والمماطلة وانتظار مرور العاصفة بسلام.
الامر المهم الذي يجب الالتفات له هو ان القواعد الجماهيرية المؤمنة المتدينة لم تخرج بعد الى الشارع وما نراه اليوم وخصوصا في ساحة التحرير لا يمثل استجابة لخطب الجمعة لان القائمين عليها من خط اخر لا يؤمن بالمرجعية ولا بقيادتها الشرعية ، اما الجماهير المرجعية فهي على اتم الاستعداد للكفائي ضد الفساد ،لكن المشكلة الحقيقية هي عدم وجود القيادة الميدانية التي تنظم المؤمنين وتضبط ايقاع التظاهرات ، وتكون حلقة وسطية بين المرجعية والجماهير فبدون وجود هذه القيادة الميدانية لا يمكن نجاح الحركة الاحتجاجية ، وينبغي ان تتوفر في هذه القيادة ما يلي :
اولا : الطاعة للمرجعية الدينية والاخلاص لها في القول والفعل 
ثانيا : ان لا تكون جزءا من منظومة الفساد التي اهلكت البلاد والعباد
ثالثا : ان تكون ممن يثق بها المؤمنون وتحظى بالمقبولية لدى عامة الناس 
رابعا : ان لا تكون ممن تسنم منصبا تنفيذيا خلال الحكومات الماضية حتى لو كان نزيها فان ذلك يولد الانقسام بين الناس ، ويضع الحجة بيد الاخرين
خامسا : ان تمتلك الحنكة والخبرة السياسية والادارية للتمكن من ادارة دفة التظاهرات والحفاظ على ارواح الناس وتحقيق المطالب باقل خسائر ممكنة.
سادسا : ان تمتلك الوعي لاحباط مخططات الاعداء وراكبي الموجة كالبعث وداعش والحركات المنحرفة ودول الاقليم المعادية.
انني اعتقد ان الجماهير تنتظر ان تفرز الاحداث هذه القيادة لتبدأ حراكها السلمي التغييري ، فالخطر الحقيقي هو حدوث هيجان شعبي بلا قيادة حكيمة وناجحة ، وانا هنا اتحدث عن القيادة الميدانية التي تخوض في التفاصيل وليس المرجعية الدينية العليا لانها قيادة عليا لا تتدخل في التفاصيل وتحتاج الى حلقة فيما بينها وبين الناس . ويبدو للوهلة الاولى صعوبة وجود قيادة او مجموعة قيادات بهذه المواصفات لكن بعد نظرة فاحصة وبالاستعانة بالخطب المرجعية للاشهر السابقة اعتقد ان قيادات الحشد الشعبي التي ليس لدينا من نفخر بهم غيرهم يمكن ان يكونوا قادرين على القيام بهذا الدور خصوصا انها تمتلك القدرة العسكرية لاجهاض مخططات التخريب التي يمكن ان تبدأ للتشويش على المطالب الاحتجاجية 
كما اعتقد انه ليس من السليم ان تترك الجماهير بلا قيادة فتجد نفسها فريسة لراكبي الموجة كما في كل مرة ، وهذا احد مهام القادة المتدينين في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك