المقالات

برنامجنا القادم..!

1882 2018-08-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لا يُحسَنُ كثير من المهتمين بالشأن السياسي؛ كيفية حساب مقدار الخسارة الوطنية التي سببها الفساد، إذ أن بعضهم وبطريقة ساذجة؛ يحسبها بمقدار الخسارة المادية، ويقدمون إحصاءات وأرقام؛ عن الموازنات التي أُنفقت، والأموال التي ذهب معظمها كما يقولون، الى جيوب المنتفعين الفاسدين.

لا ريب في أن الفساد المالي؛ له تبعاته وآثاره المدمرة، لكن الخسارة الحقيقية ليست في هذا المجال فقط، إذ أنها في محصلتها خسارة مركبة؛ تتحرك صعودا بطريقة المتوالية الهندسية، التي تتضاعف لوغارتميا، مع أول عملية حاصل ضرب الى الأس المرفوعة له!

من بين أشد أنواع الفساد فتكا؛ هو وضع أفراد من الرجال والنساء، في مراكز ليست على مقاسهم، بمعنى وضع أفراد ليسوا مناسبين لتلك المراكز، وفي بعض الأحيان؛ تكون المراكز ليست مناسبة للأفراد.

المشكلة تكمن؛ بأنه لا يوجد لدينا معيارية محددة، لتوصيف الوظيفة العمومية، وفي معظم الأحوال ترك الحبل على الغارب عمدا، فلا زيق يناسب رقعة، ولا رقعة تناسب زيقا!  

النتيجة؛ أن وضع رجال لا يتوفرون على خبرات مهنية، في مواقع مسؤولية تحتاج خبرات ومؤهلات خاصة، أدى الى أن يتم إتخاذ القرارات، وفقا لأساليب بعيدة عن المهنية والعلمية، ولا تستند على أسس البحث العلمي أو الطرق العلمية في أتخاذ القرارات..وكانت الخسارة فادحة جدا؛ بغياب دور المتخصصين والمهنيين، في التحضير لأتخاذ القرار.

لقد كان هذا ديدن نظام حكم البعث، بنماذج مثل سمير الشيخلي، وعلي حسن المجيد، وحسين كامل، ومحمد حمزة الزبيدي، ومئات وآلاف أمثالهم، وأزددنا إرتباكا مؤسسيا، طوال السنوات الأربعة عشر المنصرمة، حيث شهدنا تخبطا واضحا في الأداء وفي القرارات، وكم من فكرة خلاقة؛ كان يمكنها أن تقدم فائدة عظيمة لشعبنا ولآفاق تنميته، أحبطها مسؤول لا يتوفر على حد أدنى، من المعارف المهنية التي يتطلبها إشغاله لمركزه الوظيفي، ولو تطلب الأمر منا أن نقدم أمثلة؛ لأحتجنا الى مجلدات!

إناطة مهمة إدارة ملفات التخطيط بأطباء، أو أدارة ملفات الأمن بشعراء، أو أدارة ملفات الكهرباء بأداريين، وملفات الشأن المجتمعي ببياطرة، والتجارة بمتخصصين باللغة، والبلديات بزراعيين، والإعلام بمحامين؛ كلها أمثلة عن الذي نتحدث عنه..

في حالة المسؤول الذي تنقصه الخبرات والمهارات؛ أو الذي تعوزه الأساسات العلمية المناسبة لمركزه الوظيفي، تتخذ القرارات وفقا للإجتهادات التي تحركها المصالح الخاصة، أو بناءا على النزوات الشخصية؛ للأفراد أو للجماعات المهيمنة على المؤسسة.

النتيجة أن تدهورا مريعا هو الذي حصل لنظامنا الأداري، وتحولت مؤسسات الدولة الى  بناء ينخره الفساد؛ الذي ينتعش في البيئات الجاهلة.

إن السنوات الخمسة عشر الماضية؛ كان عنوانها الرئيس هو هذا المشهد الذي وصفناه آنفا، وأمامنا مهمة عسيرة للخروج من المأزق، الذي سببه تسيد أشخاص ليسوا مناسبين على مفاصل القرار، لكن عسر المهمة لا يعني أن نستسلم لها مما يفاقم المشكلة..

للخروج من نفق الجهل المؤسسي، يتعين أن نعمل وفقا لسياسات علمية معدة سلفا، تحمل عنوان البرامج؛ نحترمها ونتعامل معها بإلهام وقدسية.

كلام قبل السلام: يفترض ان يكون برنامجنا القادم؛ هو التخلص من الجهلة في مواقع المسؤولية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2018-08-04
في الصميم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك