المقالات

سياسيون ام مرضى ؟!

2144 2018-07-27

مجيد الكفائي
ذُهلتْ قبل ايام وانا اشاهد برنامج في احدى القنوات الفضائية استضاف اثنين من السياسيين العراقيين غير المعروفين بالنسبة لي على الاقل للحوار حول موضوع سياسي محدد والتعرف على ارائهم وافكارهم وحلولهم ورؤيتهم المستقبلية للوضع السياسي في العراق , باعتبارهم جزء مهم وفاعل في الحياة السياسية العراقية.
بدأ البرنامج بشكل طبيعي الا ان الحوار بدأ يأخذ منحى اخر بعد دقائق حيث بدأت التهم والشتائم والتهديد تتطاير كالسهام من السنة هذين السياسيين ولم تبقَ كلمة فظة او شنيعة او سوقية الا وخرجت من افواههم حتى اني سمعت الفاظا لم اسمع بها قط لذلك اعتقدت جازما كما اعْتَقَدَ كل من شاهد الحلقة انهم تخرجوا من "الشوارع" مع اعتذاري للقارىء المحترم على ايراد مثل هذه الكلمة الا ان الحلقة كانت حلقة "شوارع" بامتياز وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى , فهما لم يحترما المشاهد العراقي حيث سمع منهما اشنع الالفاظ واقذرها ولم يحترما العمل الذي يؤديانه وهو العمل السياسي والذي يفترض بمن يمارسه ان يكون خلوقا ومؤدبا ومحترما ولديه قدرة على الاقناع وان يقبل النقد ويعرف معنى الحوار ويؤمن ان الاختلاف في الرأي حالة صحية تستوجب التقدير والاحترام , ولا تدعو مطلقا للعداء والشتم والتهديد والاتهام بالخيانة والعمالة للغير, وان من يتصدى للعمل السياسي يجب ان يتمتع بثقافة عالية وشخصية محترمة ومنضبطة وقدرة كبيرة على التعامل مع الاخرين بهدوء واحترام مهما كان موقفهم ورأيهم وقدراتهم وان يمتلك ضميرا وشرفا يمنعه من التعدي على الاخرين ونعتهم باشنع الصفات, وان يحترم في الوقت نفسه من يشاهده امام التلفاز ويقدره ويعلم ان البرامج السياسية يشاهدها الكثير من الناس وان الالفاظ التي ينطقها يجب ان تكون مهذبة و محترمة, اضافة الى تمتعه بصحة نفسية جيدة, اي يجب ان يكون السياسي سويا وليس مريضا نفسيا يعرض هلوساته واوهامة وعصّابه على المشاهدين والمواطنين فيصيبهم بالأكتأب واطفالهم بالخوف والهلع .
ان العمل السياسي عمل محترم جدا وفي كل دول العالم يمارسه النخبة كالمفكرين وأساتذة الجامعات واصحاب الراي السديد والحكمة ورجال الاعمال وابناء العوائل والبيوتات المحترمة والكبيرة والمعروفة, اما ان يمارسه في العراق كل من هب ودب فتلك مصيبة سوداء يجب ان يلتفت اليها المشرع في العراق ويحدد اسس وقواعد ومؤهلات وصحة نفس من يمارس هذا العمل والا ستصبح الساحة السياسية مليئة بالمهرجين والمرضى النفسيين و(الاشقياء ) الذين يظنون ان قدرتهم على استخدام الالفاظ النابية والشتائم والتهديد هي كل ما يحتاجه السياسي .
هؤلاء المرضى من مدعي السياسة يجب ان يبتعدوا عن العمل السياسي بتشريع قانوني من الجهة المختصة بالتشريع وهي مجلس النواب لان وجودهم يهدد العمل السياسي ويثير الفتنة ويزعز الاستقرار ويقلل من احترام الناس للسياسة والسياسين ويهدد امن وسلامة البلد ولن يخدم باي حال من الاحوال المواطن العراقي الذي ينتظر من سياسيه الامن والاستقرار وعيشا افضل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك