المقالات

التظاهرات.. رسالة علينا فهمها قبل فوات الأوان

1897 2018-07-10

أثير الشرع

"إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، ولابدّ لليلِ أن ينجلي ولابد للقيدِ أن ينكسر"، لكل ثورة نواة، ولكل كبوةٍ صحوة، ومهما غابت الشمس فلابد أن تشرق.
مايدور من توترات في جنوب العراق، وتحديداً في محافظة البصرة، لا يمكن أن ُنعبر عنه بأنه ِحراك سياسي لصالح جهة معينة؛ بل حقيقة هذه التوترات بأنها ولدت من رحم المعاناة التي طالت، ولا يمكن التغاضي عما يحصل، خصوصاً بعد الإنتخابات البرلمانية، التي لم تغير الأسود بأبيض!
ذكرتنا التظاهرات الجارية الآن في محافظات البصرة وواسط، وإمتدت إلى ذي قار، بثورات ما سُميّ "الربيع العربي" التي انطلقت كتظاهرات سلمية إحتجاجية، في بعض البلدان العربية، أواخر عام 2010 متأثرة بالثورة التونسية، التي إندلعت جراء إحراق مواطن تونسي نفسه، نتيجة إنتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، نجحت الثورة التونسية بإطاحة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ومن أسبابها الأساسية، عدم نزاهة الإنتخابات، ونجحت ثورات الشعوب العربية التي توالت، بالإطاحة بأربعة أنظمة، فبعدَ الثورة التونسية، أسقطت ثورة 25 يناير المصرية الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 شباط الليبية التي صرعت معمر القذافي وأسقطت نِظامه، والثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي.
بدأت التظاهرات السلميَّة في محافظة البصرة بالمُطالبة لتوفير فرص عمل للعاطلين، وتطورت لتأخذ موقفاً أكبر، حيث تبنى المتظاهرون في ذي قار، المطالبة بتحسين التيار الكهربائي وباقي الخدمات، كذلك إنهاء الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية في عموم العراق، فمن يتحمل نتائج سوء الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، غير الحزب الذي تبنى السلطة؟
نخشى أن يتسلل بعض المغرضين والمخربين بين حشود المتظاهرين، للقيام بأعمال تخريبية بعيداً عن التظاهرات الحقيقية، وبالتالي إفشال التوجه الحقيقي لهذه التظاهرات التي يحاول البعض تسييسها وتجنيسها لصالح جهات سياسية وحزبية، وبالتالي إعلان فشلها وتحييدها ولا يستبعد إلصاق تهمة العمالة الى الخارج، ضد المتظاهرين.
نحذر الحكومة وكافة المؤسسات الحزبية، المشاركة في العملية السياسية، بأن التظاهرات بدأت بالتمدد، وما نراه ونسمعه من ناشطين منظمين، فأن هذه التظاهرات يمكن أن تكبر ويتسع مداها، بسبب عنفوان وربما غباء بعض السياسيين، الذين أوقدوا بغبائهم ناراً لا يمكن السيطرة عليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك