المقالات

ماذا وراء فرية إبعاد المجاهدين عن العمل السياسي؟!

1814 2018-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بعد قصة الفصل بين الدين والسياسة، ذلك الفصل البايخ الذي لا يقبله منطق أو عقل، والذي كانت أهدافه واضحة جدا، تتمثل بفصل الدين عن المجتمع، وليس فصل الدين عن الدولة كما هو معلن، بتنا نسمع بمن يتحدث عن فصل الجهاد عن السياسة!

المجاهد له ميدان والسياسي له ميدان؛ لا اعرف حقا من وضع هذه الشبهة؛ ومن روج لها؛ وعلى ماذا استند؛ وباي منطق يُطرح هكذا طرح؛ وفِي أماكن متعددة ومناسبات مختلفة؟!

أطراف سياسية عراقية عدة، باتت تطرح ، حتى ظن بعض الشباب، ان هذا الفرز والعزل من وجهات النظر الصحيحة، الهدف من هذا الطرح الخطير، هو تكوين طبقتين او عدة طبقات، تميل للبرجوازية والاستعلاء؛ تقابلها طبقة المستعدين الى الموت، من أجل أن يحيا أولئك!

لعمري انه لوهم كبير؛ ان تقسم الحالة الواحدة المتلازمة، وتشطر الى عدة حالات، ويعزل هذا عن ذاك، بطريقة غريبة توحي بوجود شيئين مختلفين، رغم ان المفهوم الاسلامي الواضح، لا يتحدث عن سياسي او مجاهد، وانما يتحدث عن تكليف ومكلف، والتكليف يحدده نوع الظرف المكاني والزماني؛ مع إمكانية المكلف على اتيان الواجب المناط به؛ والا فلا ..

الخطورة تكمن؛ في بناء منظومة فكرية انتقائية مزاجية، تبيح هذا وتمنع ذاك، وتفتح بابا وتغلق اخر، وفي الاقصاء لمباني عقائدية واضحة، و تبني آراء هجينة تشبه لحد كبير، توجهات أمريكا الرافضة المعارضة، لوجود المجاهدين في العمل السياسي .

الذين يفكرون بهذه الطريقة الأنتقائية، يريدون من المجاهدين؛ أن يكونوا شهداء فقط وبأبخس الأثمان، متغافلين عن أن من يقدم نفسه شهيدا، لابد أن تكون له أهداف كبرى، تستحق أن يقدم نفسه من أجلها شهيدا، وطبعا ليس من بين تلك الأهداف، توفير بيئة آمنة لأصحاب الأبراج العاجية، كي يتحكموا بمستقبل أولاده!

الموضوع تعتريه مغالطة كبرى، فالمجاهد أو رجل الدين الذي يمتلك الإمكانات الذاتية، ويكون مستعدا لخوض العمل السياسي؛ من حقه دستوريا  أن يمارس ذلك، شأنه شأن بقية المواطنين، فضلا عن أننا لم نسمع يوما، ان مجاهدا لا يقرا ولا يكتب، قد زج نفسه في العمل السياسي.

لم نر أيضا من المجاهدين على كثرتهم، قد ترشح منهم عدد كبير للإنتخابت، حتى الجهات الحشداوية التي اندفعت للترشيح، سواء قوائم او حركات، دفعت شخصيات ناشطة ومدنية، او جهادية او سياسية سابقا، بمعنى يجود خليط ولم تسجل حالة العزل ابدا .

التخصص مطلوب في كل جوانب الحياة، لكن في قضية العمل السياسي، فإن الموضوع مختلف جدا، فالعمل الياسي نشاط إنساني، شأنه شأن باقي النشاطات، وهو واحد من أقدم الإهتمامات البشرية، ومارسه الأنبياء والمصلحين على مدى التاريخ، ولا يمكن حصره بفئة معينة من البشر، وهو الى جانب ذلك "حق" إنساني طبيعي لا يقبل النزاع.

كلام قبل السلام: في هذا الصدد، نجد أن الذين قدموا دمائهم، أو كانوا مستعدين لتقديمها دوما من أجل الوطن، هم الأقدر على تعاطي العمل السياسي، نظرا لعمق إندكاكهم بالهم الوطني..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك