المقالات

الرئيس بحاجة لأن يعيش كالماعز!


قيس النجم

التخلي عن الآدمية، في سياق تجربة غريبة في نفس الوقت، هو أمر فريد، لأنه يعني عدم التواصل مع الناس، واللقاء بمن هو دون ذلك، والأغرب في التجربة، التي قام بها باحث بريطاني، إسمه توماس تويتسن، للتعايش لمدة عام مع قطيع من الماعز، لدراسة سلوكياته في البرية، أنه صمم أطرافاً صناعية ليديه، ليصبح من ذوات القوائم الأربع، وصنع معدة بلاستيكية، تسمح له بتناول الحشائش مثل الماعز!
الباحث البريطاني، يذكر أسباب دراسته للماعز الجبلي بالتحديد، ويقول: في أرض وعرة، ونباتات قليلة، كيف تستطيع هذه الحيوانات العيش؟ والمحافظة على نظامها الأُسري؟ وفي أحوال جوية غير مستقرة، بين الحر القارض، والبرد القارس؟.
إيستدرك قوله: حان للبشر أن يتعلموا التعاون، والتكاتف من أمم ليست من البشر في شيء، إلا قدرتها على الحركة، والتنفس، والتغذي، والتكاثر، أما المشاعر، والعواطف فهي أمور لا يدركها الماعز وأقرانه! وبصراحة مطلقة، الأوضاع في العراق، أسوء مما يتعرض له الماعز بكثير.
الزيادة المطردة في كل شيء، في الفوضى، والعنف، واللا دولة، والفساد، ومشاكل الإقتصاد المتذبذب، وتزايد الأمية، وقناعة الشباب بالهجرة، على أنه توجد زيادة في وعي العراقيين، بأهمية الدعم المعنوي، لغيارى الحشد الشعبي، وتلبية مطالب الحشد المدني، في مظاهراته السلمية، فكلها زيادات ما بين سلب وإيجاب، والعراق ينتظر الحكماء، وهم بلا معدة ماعز صناعية!
الجرأة، والشجاعة، ومعرفة بواطن الأمور، والحكمة، هي ما جعلت الباحث البريطاني الشاب، يقوم بدراسة سلوكيات قطيع الماعز، ولمدة عام كامل، ألا يجدر بالرئيس المصلح، أن يتصف بالحزم والعدالة؟ والإستعداد لتطبيق حزمه الإصلاحية، بعيداً عن التحزب والتخندق، هذا ما علمنا أن هذه الإصلاحات الحكومية، لا تحتاج الى قوائم أربع، أو معدة بلاستيكية، أو بالأحرى الى ماعز، فالقائد الناجح مَن يتقدم بإصرار وقوة، لتطبيق القرارات، ومواجهة التحديات!
لا يمكن لقطيع أرعن، من الفاشلين التشبث بالمناصب، على أننا لا نعترض على وجود الليل الحكومي، ولكن لابد من نهار يشرق على العراق، وأهله الصابرين! 
العراقيون لا يريدون من رئيس الوزراء، أن يطبق تجربة الباحث البريطاني، ليعيش كالماعز، ويكتشف حالهم ووضعهم، لأنهم أكثر إنسانية من الرئيس نفسه، بل أنه مطالب بخدمتهم ، وإثبات جدارته في التصدي، لملفات الفساد والفاسدين، أينما كانت ومن تورط بها، فالدماء والأشلاء دفعت الثمن لقاء جرائمهم. 
ختاماً: العراقيون يعيشون في دوامة الموت، والحروب، والتهجير، منذ مدة ليست بالقصيرة، وهم بحاجة الى قائد حقيقي ينتشلهم من هذا الضياع، والفرصة بين يد رئيس الوزراء، ليكون فارسهم المنتظر، أو يعتذر، ويقدم إستقالته ويفسح المجال لمن هو أجدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك