المقالات

رائحة "الصنان" السياسي..!

2626 2018-06-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

نتفوق وبإمتياز على كل دول العالم، من حيث إنتشار الأمراض السياسية المستعصية، فهي عندنا أمراض وبائية، شأنها شأن وباء الطاعون والحمى القلاعية.

 علامات الوباء السياسي تبدو على أشدها، في الأحزاب والقوى السياسية، وهي أكثر إستمكانا في المؤسسات التمثيلية، كمجلس النواب ومجالس المحافظات، وفي النقابات وما يسمى بمنظمات المجتمع المددني، وفي سائر عناصر المشهد السياسي.

أحد الأمراض هذه أن الجهات التي أشرنا أليها، تبنت عصبيات متعددة، أما لجهة أو لحزب أو لطائفة، بل وحتى لقبيلة أو"فخذ"، ولا فرق بين فخذ عشيرة وفخذ بغي!

النتيجة الحتمية للتعصب الجهوي، هو أن أبناء العراق؛ تفرقوا وصاروا يتحدثون؛ بأسم ما تفرقوا نحوه، وحتى المطالبات صارت تبعا لتلك التفرقات، وبالمقابل فإن الحس الوطني والشعور بالمواطنة، تراجعت وتنحت فيما تقدمت الولاءات الأخرى، على الرغم  من ان مائدة الوطن ننسع للجميع..

من بين أشد ألأمراض السياسية فتكا، هو أن الساسة أو القوى السياسية، لا يبحثون عن المخلص النزيه، للترشيح للمواقع المهمة في الدولة.

السبب في ذلك أن النزيه "المخلص"؛ لا يمكن إلا أن يكون أداة "مخلصة"، لتنفذ إرادات ورغبات "غير مخلصة".

في عرف أغلب الساسة؛ أن من العبث والخسارة تكليف المخلص النزيه؛ لأنه لن يكون أداة طيعة، في أيديهم المعتادة على السُحت الحرام.

تجربتنا للأعوام الخمسة عشر المنصرمة، أثبتت أنه ليس بالضرورة؛ أن تكون شريفاً أو نزيها أو كفوءا؛ لكي تتبوأ منصبا حكوميا، كما أن المبادئ والشعارات أو التاريخ السياسي لا تمثل  أهمية؛ في خيارات  تسلم المواقع الرسمية في الدولة، بل بدت الصورة وكأنه كلما الظلال القاتمة، تصبغ الشخصية المرشحة لنيل المنصب، فإن ذلك يدفع أصحاب القرار، لتزكية وتكليف تلك الشخصية، ومنحها المنصب هبة خالصة.

في هذا الصدد؛ فإنه لا يهم إن غيرت الشخصية المرشحة، توجهاتها السياسية عدة مرات بالموسم الواحد،  ولا يهم إن غير لونه السياسي لأسباب انتهازية، أو حامت حوله شبهات الفساد في وقائع محددة، لأن ذلك سيكون دافعا للقادة السياسيين؛ للتمسك بهذا النموذج المشبوه.

الحقيقة وكمحصلة للوبائية السياسية، فإننا لا يمكننا التمييز بين اللص والسياسي، لأننا نعيش في حفلة تنكرية، لا يمكننا فيها التمييز بين الأثنين، لأننا لا نعرف من تنكر بزي الآخر.

لقد تراجعت الإفتراضات الصالحة؛ لصالح الخيارات السيئة، والصالحون متهمون من قبل جموع اللصوص باللصوصية، وشعار "كلهم حرامية" عنوان هذا الإتهام، فاللصوص يمتلكون وسائل الدعاية والتظليل؛  فيما الصالحين والأشراف لا يمتلكون إلا صلاحهم وشرفهم، ولا يمكنهم الوقوف؛ على أقدام أنهكها طول البحث عن الفضيلة.

العدالة قميص نص "ردن"؛ مفتوق من تحت الأبط؛ تشم منه رائحة "الصنان"؛ لأن من لبسه لم يغتسل منذ زمن طويل.

كلام قبل السلام : الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر أنقياء..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك