المقالات

إقبلوا هذا الكلام ليكون درساً!

2105 2018-06-20

أمل الياسري
ذات مرة قال الشيخ خالد الملا رئيس هيئة علماء العراق: (قُتل الآف الشيعة ودُمرت مساجدهم ومقدساتهم في سامراء، ولم يفتِ مرجعهم بالقتال، وحين دخلت داعش مدينة سُنية أفتى المرجع بالجهاد)، أما أهل التشكيك، والثرثرة، والتثبيط، فكانوا يقولون أن داعش قادمة لإسترجاع الحقوق، والحكم بالسُّنة النبوية، وقالوا أنهم أفضل من الحكومة، والدولة، والجيش، وأن حياة الموصليين ستتحسن، ولكن بعد أيام أصبح الأمر مكشوفاً، فهم أناس دخلاء همج رعاع، أرادوا أخذ أراضينا، وإغتصاب دورنا، وهتك أعراضنا، وتدمير مقدساتنا.
يجب أن يفهم العراقيون كيف تحول التحدي الى فرصة للنصر، والإنكسار لإنتصار، والمحنة لمنحة، والهزيمة لعزيمة، والعَبرة لعِبرة، وأن يستوعب الجميع مقدار التضحيات، التي وُهِبت للدفاع عن الأرض والعرض، وفي مقدمتها صاحب الفتوى العظيمة، السيد الإمام علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فلولاه لما كان الصبر ولما تحقق النصر، فكانت فتواه من قلب الحدث، لأن الغزو والإستباحة حدثت في مدن سُنية، ولذلك صدح صوته نصرة لأخوتنا وأنفسنا، فلا عودة لداعش ولا لظروف تصنعهم، وطوبى للفتوى وحشدها.
قد تكون شروط الحياة في الموصل الحدباء، اليوم صعبة في ظاهرها، لكنها في عمقها الوطني والإنساني، سحبت البساط من تحت المتآمرين، الذين طالبوا بحل الحشد ووصفه بالمليشيا، لقد بات موقفه واضحاً فأنتَ عندما تتحدث عن نينوى، فإنكَ تتحدث عن العراق المصغر: (عرباً وكورداً، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، وصابئة وتركماناً، وأيزيدياً وشبكاً)، وتتكلم عن الموصل، وتلعفر، وسنجار، والبعاج، والحمدانية، والزنجيلي، أيسرها، وأيمنها، ونحدثكم بأننا نتقاتل لأجلكم، وعندما ننتصر فالمشروع الوطني سينتصر، حتى يحيا الباقون بحياة المشروع. 
أمريكا حريصة كل الحرص على إبقاء داعش وأخواتها، كالخنجر المسموم في الجسد الإسلامي، كما يتخذونها ذريعة للتواجد في قلب المنطقة العربية، عن طريق قواعدها العسكرية براً وجواً، وهذا ما لن ترتضيه قوى الحشد المقدس، حيث أمنّت الحدود وقضت على الدواعش، وهذا بحد ذاته يخلق خط مواجهة جديد، بين الحشد وأمريكا وحلفاؤها الحمقى، لذلك تلجأ أمريكا لضرب تجمعات الحشد، لزعزعة إستقرار المناطق الحدودية، بمحاولة يائسة لتسلل بعض كلابها للأراضي العراقية، لكن هيهات أن يكون لهم ذلك. 
إذا كان فن السياسة معناه خدمة الناس فهذا هو الدين، وتعني يا سياسي:إن معياركَ في العمل السياسي خدمة الناس، وبخلافه أنتَ لستَ سياسياً ولا متديناً، لذا وفي ضوء مرحلة الإنتصار على دولة الخرافة، فعلينا الإنفتاح على الشريك الواقعي للوطن، فقدرنا العيش معاً لننطلق نحو التعايش على أرض تسعنا جميعاً، وأن ندير تعددنا الجميل وإختلافنا الأجمل، بعيداً عن المصالح الضيقة والمتاجرات الرخيصة، والمزايدات البائسة، فلا خير في حسن الجسوم وطولها، ما لم تزن تلك الجسوم عقولا!
لنحرص على أن يكون موقفنا موقف عز وفخر، وننسى محطات الإخفاق، فعندما تكون الأمة في مواجهة مصيرها وأمام مفترق خطير، لا يعود هناك مجال للحسابات الضيقة، ولا يمكن القبول بأنصاف الحلول، فالعراق عظيم لتتحطم على صخور عظمته، كل النرجسيات الشخصية، ولا يمكننا التضحية بمصير أجيال قادمة فالمهم أن يستمر المشروع، وعليه فهيئة الحشد الشعبي لن تتهاون أمام خروقات أخرى، بدعوى الخطأ وعدم التنسيق، والأمر مناط بالحكومة أيضاً، فالشرفاء متفقون على إخراج الأمريكان من أرضنا نهائياً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك