المقالات

الوالي والرعية؛ معركة بثلاث مسارات..!

2041 2018-06-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بيننا وبين لحظة زوال صدام أربعة عشر عاما وشهر، تذوقنا خلالها ولأول مرة طعم الحرية، لكنها مع الأسف لم تكن حرية رخاء، بل كانت في أدنى توصيف حرية دماء..

لقد خسرنا كثيرا من أبناء شعبنا، شهداء وجرحة ومعاقين، مهجرين ونازحين ومشردين في الأصقاع، خسرنا أيضا الذين لم يستوعبوا التغيير، وهم أولئك المشدودين الى الماضي الذي تغير، فوقفوا ضد الحرية وناسها وإشتراطاتها، وها نحن نقانلهم كما قاتلنا الماضي الذي مازالوا ينتمون اليه..

بسبب هؤلاء، كنا نخوض في هذه السنوات الأربعة عشر المنصرمة، غمار معركة كبرى في ثلاث مسارات: المسار الأول هو المحافظة على وجودنا، والثاني هو إزالة آثار الماضي، والثالث يعني بأعادة بناء العراق، بعد أن دمره الماضي الذي إليه ينتمون!

 ما كنا بحاجة الى المسار الأول لولاهم، كما أن المسار الثاني؛ كان يمكن أن يكون قصيرا سهلا، بل بوابة للمسار الثالث؛ أي مسار إعادة بناء العراق، لكن هؤلاء وقفوا بقوة بوجه الشعب وتطلعاته.

في المسار الأول؛ وهو المحافظة على وجودنا ووجود العراق، ثمة فهم عند فئة كبيرة من العراقيين، ينتمي أفرادها الى الماضي تكوينيا وعقائديا، هذا الفهم؛ هو الذي أدى في معظم الوقت؛ الى خروج قطارنا عن سكة هذا المسار، لأنهم يعتقدون وبتعال فج؛ أنهم العراق والعراق هم، وأن عراقا لا يحكمونه هم لا يستحق البقاء، أبطال هذا الإعتقاد التعسفي، هم معظم الساسة الذين صادروا قرار المكون السُني الكريم..

في هذا المسار أيضا، ثمة فئة أخرى يعتقد المنتمين اليها، أن وجودهم في العراق، مبني على قاعدة أن على العراق أن يعطي فقط، وأن دورهم يقتصر على أن يأخذون، ولقد كان القادة الكورد في مقدمة هذه الفئة.

 في المسار الثاني؛ أي أزالة آثار الماضي، تعثرنا كثيرا؛ ليس لأننا غير قادرين أو غير راغبين، بل لأن الماضي ذاته؛ مازال حاضرا بيننا بمعظم قوته، فهو حاضر بقوته البشرية، التي لم تستوعب الدرس التغييري جيدا، وهي مازالت مؤمنة بأنها على حق، وأن الماضي ليس أثما..فضلا عن أن المنظومة العقائدية للماضي؛ لا تنمتي الى الماضي القريب فحسب، بل هي تمتد سحيقا في تاريخنا..

في المسار الثالث؛ فإن أدوات معركتنا هي الديمقراطية، ودولة الحق والقانون ومأسسة الحياة السياسية، من خلال الدستور، وسن القوانين المصاحبة لبناء الدولة الحديثة، وتصريف مخرجات هذا البناء بعدالة اجتماعية، وبما يشعر المواطن بدوره بعملية البناء، مع تعزيز نزعة الشعور بكرامة حقيقية، عبر بناء منظومة لصيانة حرية التعبير والمعتقد، و وتنمية روح المواطنة التي تكفل الحقوق والواجبات.

كلام قبل السلام: لقد قطعنا أشواطا مهمة، لكننا مازلنا على أول الطريق؛ لأن معظمنا مازال معتنقا لعقلية الوالي والرعية..!

سلام.. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك