المقالات

حديث في زمن مأزوم..!

3151 2018-05-23

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

..ولو حاولنا تقصي أسباب وخلفيات الاختلافات بين البشر، بكل أنواعها؛ سواء العقائدية والعقلية والثقافيةمنها، أو النفسية والنفعية والذرائعية، لما تمكنا من أن نحيط بها أبدا، بل على العكس من ذلك، إذ ربما سيؤدي بنا البحث، إلى أن ندخل في إختلافات جديدة، نتيجة التنازع على التوصيف والأولويات!

ثمة حقيقة في شأنية الإختلاف، نجد أنفسنا مرغمين على قبول نتائجها، وهي أنه وبعيدا عن الأعتزاز بالرأي وثقافته، والذي هو ليس إلا إستبداد فردي، فإننا سنجد غالبا مسوغات منطقية لأوجه الاختلاt ؛ لإننا أذا سلكنا مسالك التفكير العقلائي، سندرك أننا قد ضللنا الطريق؛ إذا علننا إختلافاتنا بسياقات تنزيه أنفسا وتأثيم الآخر، ووسمه بأوصاف الخيانة والمؤامرة، والبلادة والحماقة والجمود.

إن إشاعة ثقافة التأثيم، في صفوف الجماعات والأفراد المتخالفين، تدمير خطير لبنية المجتمع، فضلا عن كونه أثم كبير، نرتكبه بحق أنفسنا قبل غيرها، ولعل أخطرها وأكثرها تدميرا، تلك الأطروحات الفجة المباشرة، بالاتهام بالعمالة تارة لهذه الجهة أو تلك، على المستويات الإقليمية أو الدولية على حد سواء.

ثمة مسلمة لا شية فيها، وهي أن الإختلاف واحد من أهم طبائع البشر، وهو إختلاف منتج للإبداع والإبتكارعلى مبدأية: شراب سائغ طعمه مختلف ألوانه!..اي أن يكون الأختلاف مقبولا وحترما ومتفاعلا، لا يؤدي إلى القطيعة؛ إختلاف سائغ الطعم ليس مرا حنظلا، كطعم الإختلافات التي تشهدها ساحتنا السياسية العراقية.

صحيح أن خبرتنا قليلة بالتعددية والديمقراطية، لأننا منذ 1400 عام على الأقل، كنا خلال كل ذلك الوقت؛ تحت حكم ديكتاتوري دائم، لكننا يجب أن نستوعب إختلافاتنا، حين نتحث الآن الآن عن مجتمع تعددي ديمقراطي، ولذلك فإن من أبسط قواعد مجتمعنا الجديد، أن نجد فيه للمخالف على كل صعيد، مقعدا محترما يليق به كشريك وطني، والمخالف هنا شخص أو هيئة أو عقيدة أو فكرة.

في ظل تفشي حالة السير في طريق المجهول، وكي نلحق أنفسنا قبل فوات الأوان، فإننا  بحاجة إلى وعي وثقافة، للقبول بالرأي المخالف والاعتراف بالآخر، وبحاجة أشد؛ إلى عدم التخندق وراء متراس التخوين والتجريم، والإلغاء وسوء الظن بالآخرين, وثمة ضرورة قصوى لاعتماد التهدئة في الخطاب السياسي، من أجل إبقاء الساحة الداخلية ضمن دائرة الاستقرار.

لتبريد أجواء الاحتقان والتوتر السياسي السائدة في البلاد، يتعين أن نقدم جميعا تنازلات متبادلة، في مسألة حل المأزق السياسي الذي نواجهه، معتبرين أن هذه التنازلات؛ تصب في مصلحة الوطن والمواطن العراقي، الذي يخشى فصولاً جديدة من الانقسام والتوتر..

كلام قبل السلام: في الأجواء المسمومة يغيب سلوك الاتزان والعقل, وتكون الحكمة والمسؤولية في إجازة قسرية، أمام الاستفراد والاحتكار والإقصاء والفوضى..!

سلام..

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك