المقالات

قحوف السياسة وغنائم الساسة..!

3282 2018-05-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في الثاني عشر من أيار 2018، سنكون بمواجهة "تطبيق" ديمقراطي جديد، هو السادس في لجربتنا السياسية الجديدة، التي أطلقت عمليا في مثل هذا اليوم من نيسان 2003، حينما أُزيح كابوس الفردانية وحكم الحزب الواحد؛ هذا التمرين أو "التطبيق" الجديد، يحتاج الى "إعدادات" خاصة، و"برنامج" يتوفر على "خصائص" و"ميزات"، تتناسب مع "حجم" التحديات.

الدعاية للإنتخابات النيابية الحالية، بدأت هذه المرة بشكل مبكر، ربما أبكر كثيرا من توقيتات الأنتخابات ذاتها، فقلد بدأت حروب السياسة بمختلف أشكالها، لا سيما مع فقر الثقافة السياسية، التي تنطوي فيما تنطوي عليه، على أحترام القوى السياسية بعضها البعض، وأن تنظر الى المال العام بقدسية، وبالأخص تلك المشتركة في الحكومة..

مؤشرات ومعطيات الأيام التي مضت، وهذه الأيام، وربما أيام ما بعد الأنتخابات؛، تثبت لنا أن أيسر سبيل في حروب الساسة، لكي تبدو بيوتهم عالية، فإنهم يعمدون الى هدم بيوت غيرهم، لا أن يزيدون في بيوتهم علوا، ولذلك ووسط هذا الصخب الدعائي والإعلامي المبكر، نشطت حروب الساسة البينية، وسنسمع أو بدأنا نسمع، ما تشيب له رؤوس الولدان.

لقد أنجزنا ومنذ التاسع من نيسان 2003، أشياءا كبيرة، فلدينا دستور صالح لبناء دولة مؤسسات، لكن جرى الإلتفاف عليه؛ وتعطيله بوسائل سياسية، كما أننا أنجزنا عدد من تمارين الديمقراطية، كان يمكن أن تؤهلنا لأن نمضي قدما، في عملية سياسية قائمة على هذا الأساس، لكن التوافقات السياسية لعنة الله تعالى عليها، وعلى من أوجدها وعلى من ثبتها منهجا للحكم؛ منعت التأهيل.

في العرض؛ أننا بتنا أكثر وعيا بأن صناديق الاقتراع، أفضل طريق لتغيير الأوضاع في العراق، وتأكد لنا أن البديل عنها، واحد من ثلاثة بدائل، ليس فيهما واحد ليس مرا، الأول هو أن يبقى الوضع على حاله، وسنذهب بأرجلنا الى خراب أكثر، والثاني أن يحمل جميع العراقيين خناجرهم بأحزمتهم، والثالث أن يتحكم بنا ثلة من السياسيين؛ يتقاسموننا غنائم!

في العرض ايضا؛ ثمة أصوات تعمل على جرنا، الى متاهة الإضطراب الدائم، من بينها تظاهرات ومقالات وكتابات، وتصريحات هنا وهناك، لكن أخطرها ما يتحدثون به، عن عدم شرعية العملية السياسية برمتها.

في هذا الصدد، ولأننا دولة تسير حثيثا بإتجاه الديمقراطية؛ فلكلً الحق أن يقول ما يشاء، ويصرح بما يشاء، لكن ليس له أن يتصرف؛ على أنه وحده من يمتلك الحقيقة!

في الأنتخابات الحالية؛ سنواجه تحدي تحديد الهوية، الذي بقي صلبا صلدا صمدا، لم يتزحزح عن مكانه، وسيبقى قائما ما بقي العراق،  وبعد كل الذي مضى؛ من عمر تجربتنا السياسية، فإننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى تحديد هوياتنا، لأن أي منا يمتلك عددا من الهويات الفرعية، التي يقف عاجزا في أحيان كثيرة؛ عن تحديد أولوياتها، لعدم إمتلاكنا مهارة الاختيار واختبار البدائل، واتّخاذ موقف واضح ومعلّل.

في هذا الصدد، لعل الإنتخابات واحدة من أهم وسائل بناء الهوية، وتحديد قيمها، وبناء منظومتها، وتأصيل أولوياتها.

كلام قبل السلام: السنوات التي مضت، لم تمض سدى، فقد كنا فيها في مختبر كبير، تكسرت فيه على رؤوسنا كثير من "قحوف السياسة"!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك