المقالات

الحقيقة بفم مملوء بالحروف وسلطة شيطان الأنتخابات..!

3549 2018-04-28

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

الجهة المشرفة على الأنتخابات، والتي أكره أسمها كرها شديدا، لأسباب موضوعية، أهمها أنها تحمل صفة كاذبة ألصقت بأسمها، وهي صفة"المستقلة"، فيما هي لا "مستقلة" ولا خم يحزنون، فهي وليد مسخ للتوافق السياسي الداعر، بين الكتل السياسية الكبرى، ثم أنها أستولت على حق ليس لها، وتحولتبقدرة قادر، هي الضابط للحياة السياسية في العراق، تجيز أحزابا حى لو كانت بعثية، وتقبل أشخاصا مترشحين حتى لو كانوا سماسرة وعاهرات..!

 تحولت "المفوضية الامستقلة"، وبفضل ضعف مجلس النواب الى جهة تشريعية، وما لبثت أن أكتسبت قراراتها وتعليماتها صفة القانون، ولهذا فهي ليست مضطرة يوما ما؛ لإيضاح الأسباب التي جعلت بموجبها، عملية أنتخاب مجلس النواب، ومجالس المحافظات، تجرى بأزمنة مختلفة لكل منها، لكن الذي نعلمه أن هذا الإجراء، يبقى الأجواء السياسية ملتهبة، على مدار الوقت الأنتخابي بين إستحقاقين، وتحولت الأنتخابات خلال هذا الوقت المتوتر، الى عنصر ضغط وتأزيم على العراقيين.

في هذا الصدد؛ وأذا أردنا ان نتعامل مع هذا الواقع بنوايا سليمة، أي دون أن نتبنى عقلية المؤامرة، فإننا نستطيع أن نصف هذا الخيار بالغباء، ولعل من أعظم البلاءات التي ابتليت بها العملية السياسية، هو صفة الغباء في معالجة القضايا، سيما المعقدة منها، وقديما قيل: يريد الأحمق أن ينفع فيضر، فكانت أضرار سياسة الغباء في المعالجة عندنا؛ أكثر من تحتمل!

الحقيقة التي يجب أن تقال بفم مملوء بالحروف؛ هي أن إجراء إنتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب على دفعتين، يفصل بينهما سنتين، مصداق حي على الغباء السياسي، وإذا قيل أن  الغرض من هذا الإجراء، كان "فسحة" من الوقت، تجعل "مفوضية" الأنتخابات، تتصرف على راحتها لتنظيم إنتخابات، تتوفر مخرجاتها على الحد المقبول من المعايير، فإن النتيجة السلبية، هي أن الفاصل الزمني بين العمليتيتن، أوجد مجالس محافظات ومجلس نواب وحكومة، ليست منسجمة مع بعضها!

نتاج هذه "الفسحة الزمنية"؛ هو أن الحكومة وفي كل الدورات الأنتخابية السابقة، ومنها الدورة الحالية؛ بنيت على مبدأ التوافق السياسي، فيما بناء مجالس المحافظات، ترك لحسابات القوة الإنتخابية الميدانية، وهذا يعني أن مجالس المحافظات، أكثر تمثيلا للشعب من الحكومة ومجلس النواب.

تلك مفارقة أن يكون "المحلي" منسجم مع نفسه ، فيما "الوطني" صريع الأختلافات، التي ما لبثت أن تفجرت الى خلافات، كما هو حاصل الآن بين الكتل السياسية.

 من نتائج تلك المفارقة؛ أن يحصل تنافر واضح وكبير، بين مجالس المحافظات والحكومة، إنعكس على التخصيصات المالية للمحافظات، وعلى منح الصلاحيات، حيث تمسكت الحكومات بالمركزية المفرطة، الأمر الذي اثر تأثيرا سلبيا ومباشرا، على الخدمات المقدمة لمواطني المحافظات، وبدت الصورة أن الحكومة المركزية بعيدة جدا عن المحافظات..

المعظلة التي تناولناها في هذه المقاربة، لن تحل؛ إلا بإجراء إنتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب دفعة واحدة، لنشهد بعدها حدا مقبولا من الأنسجام، وهذا ما لم يحصل وربما لن يحصل في قادم الأيام، لأن بقاء الحال في مصلحة المفضية ذاتها، حيث يشكل إستمرار إجراء أنتخابات، أي أنتخابات حتى لو كانت أنتخابات سوق الصفافير، مبررا لأستمرارها بنهش لحم العراقيين، بمئات الملايين من الدولارات، وبسفرات ترفيهية الى دول العالم، وبجاه ونفوذ وأموال ومناصب، ما أنزل بها شيطان الأنتخابات من سلطان!...

كلام قبل السلام: صحيح أن نظامنا السياسي الحالي، زرع الأمل في البداية، عندما جرت سلسلة عمليات ديمقراطية صرف،ة تشي بمستقبل واعد؛ لكنه سرعان ما خيب الآمال، عندما استعان بأدوات ليست صالحة..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك