المقالات

ناخب سيء لنائب أسوأ..!

1998 2018-04-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ونحن نمضي قدما في العملية السياسية، التي أخترنا الديموقراطية سبيلا لها، ثمة أسئلة متعدد تنتح عن هذا الخيار، معظمها تتعلق بمساويء الديمقراطية ذاتها.

فالديمقراطية ليست خيرا مطلقا، وهي شأنها شأن أي نشاط بشري، لا بد أن ترافقه أخطاء، ونتائج عرضية ليست مرغوبة، او سيئة حتى!

ثمة من يذهب الى أن الديمقراطية هي مرض بذاته، إذ أنها تسمح للناخبين السيئين، أن ينتخبوا الأسوأ من بينهم ليمثلهم!

من المؤكد أن هذا الطرح؛ سيجابه بقوة من كثيرين، بعضهم من أولئك الطوباويين، الذي يحلمون بدولة بلا أشرار تنتجها الديمقراطية، بعضهم الآخر هم الناخين السيئين وممثليهم، الذين ستجأر عقائرهم ، متوجعة بالتهميش والإقصاء.

لكي نحل هذه الإشكالية، يتعين أن نوجد توصيفا للناخب السيئ، حتى لا نقع في مطب  إدعاء ،مصادرة حقوق هذا المكون أو ذلك، وباقي البكائيات التي مللنا سماعها.

الناخب السيء؛ هو الذي يسير الى صناديق الإقتراع؛ محكوما وليس حاكما، فيختار ممثلين عنه ليس لكفائتهم أو نزاهتهم، ولا لقدراتهم أوماضيهم الحسن، وليس لكونهم أفضل ما موجود في قوائم الترشيح، بل يختار لأنه يجد فيهم قدرات على مقارعة ومناكدة الآخر.

الآخر الذي نعنيه، أما جماعة سياسية منافسة، للجماعة التي ينتمي اليها الناخب، أو مكون إجتماعي مختلف، لديه تضاد مع مكون الناخب، أو عقيدة دينية مخالفة، أو حتى مذهب من نفس دين الناخب، ولكنه مختلف فقهيا!

هذا ما فعله الناخبون السيئون، من المكونات المختلف مذهبيا في العراق! برغم أن الخيارات المبنية على الإختلاف مع الآخر، لها تداعياتها السلبية، وهي جزء من مشروع تفكيك الوطن، إلى فئات متناحرة ليس بينها رابط حقيقي.

ولأنه لدى القيادات الشيعية الدينية ضوابط، يمكن من خلالها، تعيين السيء من الحسن الى حد مقبول، وبضمن هذه الضوابط التوجيهات التي صدرت عن مراجع المذهب، بضرورة إختيار الأصلح، فإن الناخب الشيعي المرتبط بالمراجع الدينيين، سينتخب ساسة يتوفرون على حد معقول من الصلاح، وإن كان ذلك لا ينطبق على جميع الساسة الشيعة، لكن الضوابط والكوابح المذهبية من الشدة والقوة، بحيث تجبر النائب الشيعي، على البقاء في الحد المعقول من الصلاح، على قاعدة "المجرب لا يجرب" والتي باتت معيارا مرجعيا لهم.

هذه الضوابط والكوابح؛ ليست متوفرة الى حدما مع الأسف، لدى أبناء المكون الستي الكريم في العراق، بنفس القدر الموجود لدى أخوانهم شيعته، لأسباب تتعلق بالبنية المرجعية للمكون السني، وعدم وجود مرجعيات دينية بارزة، فضلا عن الأسباب الفقهية، التي تجعل رجال الدين خاضعين لتأثيرات الساسة، إبتناءا على عقيدة طاعة الحاكم بر أو فجر!

صورة عملية من هذا الإختيار السيء، هو بعض نواب المكون السني الكريم، الذين كانت وما تزال، مهمة تعميق الإختلاف، والإنقسام بين أبناء الوطن الواحد، شغلهم الشاغل، سواء في مجلس النواب، أو عبر وسائل الإعلام، في وقت يخوض أبناء الوطن؛ حرب وجود وبقاء، مع عصابات داعش التي لم تستثن بإرهابها أحد!

إن من كانت خياراتهم على إيقاع الطائفية، سواء أكانوا سنة أو شيعة، فليتحملوا كل ما يصدر عن تلك الخيارات، من بذاءات وتطاول على الوحدة الوطنيّة،

كلام قبل السلام: أسوأ عيوب الديمقراطية؛ هى أنها تمنح أعداءها حق حرية الكلام، وحرية الحركة بالتساوى مع محبيها !

سلام...     

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك