المقالات

هل كان علي بن أبي طالب عَلمانيا؟!

4524 2018-03-31

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم تكن الأديان، إلا إجابات عن أسئلة، وقف العقل البشري إزائها حائرا؛ وسواء كانت الأديان من إبتكارات العقل البشري، كالهندوسية والبوذية وأديان المايا، أو تلك التي اودع الخالق؛ موضوعها الى الرسل الإلهيين، كالمسيحية واليهودية والإسلام؛ فإنها جميعا تعالج مشكلات كبرى، أو تسعى لتنظيم الوجود البشري على كرتنا الأرضية.

إنتاج الأديان لم يتوقف عند الإسلام؛ وهو خاتم وآخر الرسالات السماوية، بل إستمر البشر في التعاطي مع موضوعة الأديان؛ كقضية دائمة متجددة، فكانت البهائية والماسونية والعلمانية والشيوعية والمدنية، أديانا جديدة وأن كان معظمها لم يطلق عليه صُناعَهُ تسمية الدين، لكن واقع الأمر؛ يكشف عن حقيقة هذه الأيدولوجيات، وكونها لم تقف عند حد التنظير الفكري المجرد، بل تعدته الى مساحة الأديان، المتعلقة بالخلق والوجود.

الدين الإسلامي متفردا من بين جميع الديانات السماوية؛ ليس مجموعة عبادات فقط، بل هو نظام متكامل لقيادة المجتمع، وهو أيضا ما يصطلح عليه المعاملات، ومن بينها شكل نظام الحكم، ومنذ الصدر الأول للإسلام؛ مرت علينا أفكار شتى، معظمها أندرس وبقيت منها فقط، إشارات في بطون كتب التواريخ..تشترك معظم تلك الأفكار، بأنها تتمحور حول إيجاد طريقة ما، للتخلص من الالتزامات التي تفرضها المعاملات!

القضية تتعلق بالثروات؛ إذ أن من بين ما تفرضه المعاملات، شراكة مجتمعية حقيقية بها، فعلى المسلم أن يخضع أمواله لنظام الزكاة، وهو نظام متكامل للتكافل الاجتماعي، ناهيك عن نظام الخمس الذي يربط المسلم بمنظومة قيمية، تحدد دوره كفرد وكجماعة في بناء دولة العدالة الإجتماعية.

الأفكار الفقهية المندرسة التي أشرنا اليها،  كانت تعمل على تفسير النصوص؛ وفقا للأهواء التي تحكمها المصالح.

 الإسلام يقول أن الناس شركاء في ثلاثة، النار والماء والكلأ، وهي مصادر الثروة ليومنا هذا، والنار هي الطاقة في عرف اليوم، والماء هو مصدر الزراعة والنماء، والكلأ أي المرعى؛ هو اليوم إحياء الأرض الموات؛  واستخراج ما بجوفها.

لأن الإسلام؛ يدعو الى شراكة حقيقية في مصادر الثروة، أي في رأس المال وليس في الدخل، برزت تلك الأفكار؛ التي تمردت على منظومة العلاقات الاقتصادية المحكمة؛ التي جاء بها الإسلام.

تطبيقا حقيقيا متكاملا للشراكة لم يحصل، إلا في فترات متقطعة ومنقطعة من تاريخنا الإسلامي، أبرزها فترة السنوات الأربع، التي حكم فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام، إلا أنها تبقى فترات حية في ذاكرة الأمة، ونبراسا لمن يريد مقايسة الوضع الصحيح بالوضع السيئ.

ليس من باب الإقحام، حينما نقول أن العَلمانية ليست وليدة اليوم، كلا إنها لم تخبو لحظة واحدة من لحظات التاريخ.

لقد كانت موجودة في إيلاف قريش؛ برحلة الشتاء والصيف، وموجودة بالقناطير المقنطرة، من الذهب والفضة التي وجدت عند صحابي، ولي أمر البحرين وكان قد ذهب اليها حافيا، وهي موجودة أيام كل الملوك الخلفاء، بعد أبن أبي طالب عليه السلام، وكانت ايضا حاضرة وبقوة، في معركة الطف بكربلاء الحسين، وستبقى موجودة أبدا، مادام هناك من يسعى لاقتناص اللقمة من فم فقير.

كلام قبل السلام: العَلمانية بكل قيحها وبمفهومها العالمي المعروف، ترتدي رداء الإسلام، وتتبناها تيارات سياسية دينية، تقول أنها تنتسب الى علي بن أبي طالب عليه السلام..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك