المقالات

صورة المشهد السياسي بعد أربعة أشهر تقريبا..!

2328 2018-03-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم يتبق أمامنا إلا شوط قصير؛ وسنجد أنفسنا في معمعة الإنتخابات البرلمانية..وتعلمون أن الإنتخابات البرلمانية؛ تختلف تمام الإختلاف عن الإنتخابات المحلية، الإختلاف سيكون في المقدمات وفي النتائج أيضا,اي أنه بالحقيقة إختلاف بالمعطى وبالمحصول، أو بالأصح بالزرع وبالثمر.

ثمرة الأنتخابات المحلية؛ هي "توليد" مجاميع "شغل" إن صح الوصف، فيما ثمرة الإنتخابات البرلمانية، "صناعة" مجموعة من واضعي قواعد "الشغل"..

هذه هي فلسفة الإنتخابات بوجهيها المحلي والبرلماني، الأولى مختصة بالقطاعات الخدمية والتنموية الى آماد منظورة، وعلى تماس بالحاجات الملموسة للمواطن؛ ماء، كهرباء، طرق، مدارس، مستشفيات، أمن أجتماعي، أمن مناطقي ومحلي، الخ..

الثانية أي البرلمانية؛ مختصة بالسياسات العامة، المفضية الى بناء القطاعات التي تنهض بها الأولى! مضافا اليها قطاعات الحريات و العلاقات الخارجية والأمن الوطني، وسياسات الأقتصاد الرئيسية وخطوطه العامة، وتخطيط المستقبل؛ بآماد أبعد من تلك التي تعمل عليها المجالس المحلية.

هذا هو الإطار المفترض..

الذي يحصل عندنا؛ أن ثمة فهم مقلوب  للعملية الأنتخابية، فإنتخابات مجالس المحافظات، تجرى على أسس سياسية، فيما أنتخابات مجلس النواب؛ ستجرى على أسس ليست سياسية أو خدمية، بل على أسس غيرهما، من بينها الإستقطابات الفئوية والطائفية والمناطقية، والولاءات بكل الإتجاهات المؤثرة.

ومعنى هذا أن المشهد البرلماني؛ لن يتغير بالعناوين العامة، لكنه سيتغير بالتفاصيل، لأن الأستقطابات لم تتغير نوعيا، وإن تغيرت شكليا وبحجم غير مؤثر!

شهوة السلطة مرض خطير له مضاعفاته وتبعاته، وهو مرض شديد العدوى لأنه ينتقل بوسائل عديدة ،منها الإحتكاك المباشر والتماس بالعمل، والتمثل والإقتداء والإحتذاء أيضا..!

 من مضاعفات مرض شهوة السلطة؛ إدمان العيش في قيعانها ظنا أنها تيجان! ومعنى هذا أن من في السلطة، يضن أن ريش السلطة يسمح له بالطيران، غير عارف بأن هذا الريش من سنخ ريش الديكة، لا ينفع أن يطير الديك به.

لعلني لا آت بشيء جديد أذا نبشت في ذاكرتكم أعزائي القراء، محفزا إياها كي تبحث عن الأسباب التي تفتح شهية السياسي على السلطة..!

ريش الديكة جميل زاهي الألوان، ولكنه يفيد الزهو والخيلاء فحسب، كسوة ليس إلا، لكننا ما رأينا قط ديكة تطير..وكذا الساسة، يحسبون أنهم ينالون الثريا وهُمْ في وَهمِ السُلطة، لكنهم ما إن يفقدوها؛ حتى يقعون في حيص بيص، لا يدرون ما يفعلون.

الحصيف منهم ينتقل الى "البزنس"، بعضهم يبحث مجددا عن دور جديد، يبقيه في دائرة الوجاهة وحتى لا يطويه النسيان، بعضهم ينزل عليه إلهام التدين المتأخر، متوهما أن ذلك يمحي ذنوبه، بعضهم الآخر يعيش على الذكريات أو ينزوي يلاعب الأحفاد..بعضهم الآخر ينبش في صداقات، أماتتها غطرسته وشهوة السلطة لديه كي ينعشها، وكل هذه الحالات هي من حالات نقص الوزن.!

كلام قبل السلام: قريبا..قريبا جدا سيفعلونها مرغمين..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك